في بداية الموسم الصيفي.. أسعار ألبسة البالة “تنزلق” إلى مستويات مبهجة للمواطنين بحماة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحريةـ رحاب الإبراهيم:

بعد أن كانت في قائمة “الكماليات” انزلقت أسعار البالة في بداية الموسم الصيفي إلى مستويات كبيرة تناسب ذوي الدخل المحدود، الذين كانوا يشكون الأسعار الكاوية للألبسة الجديدة والقديمة أيام النظام البائد، جعلتهم عاجزين عن شرائها حتى في المناسبات والأعياد، لكن هذه الأيام أصبح ذلك متاحاً رغم ضيق الأوضاع المعيشية، حيث وصلت بعض أسعار قطع الألبسة إلى ١٠ آلاف ليرة، وسط انتشار ملحوظ لمحلاتها في مدينة حماة وأريافها، ما قد يؤثر بشكل أو بآخر على المنتج الوطني، الذي انخفضت أسعاره لكن ليس كما يأمل المواطنون.

صحيفة “الحرية” جالت في بعض أسواق البالة في مدينة حماة، ولاحظت الانخفاض الملحوظ في أسعار منتجات الألبسة على اختلاف أنواعها، اذ تباع الكنزة ما بين ٧ إلى ١٥ ألف ليرة والبنطال والفستان ذات السعر تقريباً، مع وجود قطع تباع بسعر أغلى لكنها تبقى أرحم من المواسم السابقة، بعد ما وصل سعر كل من الكنزة والبنطال وسطيا إلى ١٠٠ ألف ليرة تقريباً.

انخفاض ملحوظ

المواطنون في أرياف حماة ممن التقتهم صحيفة “الحرية” في محلات البالة عبروا عن سعادتهم بانخفاض الأسعار ، على نحو يمكنهم من كسوة أولادهم بأقل تكلفة في حين كان ذلك متعذراً ويحتاج إلى أرقام فلكية غير متوافرة في جيوبهم، حيث أكدت الشابة الثلاثينية ميساء وسوف أنها تفاجأت بانخفاض أسعار البالة الكبير، لدرجة أنها اشترت قطعة يمكن وصفها بالجيدة بخمسة آلاف فقط، وهذا ما لم يكن متاحاً على الإطلاق، حتى عند محلات الألبسة المملوكة من الأقارب.
وتضيف: كنا كعائلة نلجأ إلى تجميع بعض النقود على مبدأ الجمعيات بين أفراد العائلة أو الأصدقاء من أجل كسوة البدن، أو المفاضلة بين فرد وآخر حسب حاجته إلى الألبسة حسب المتوافر من المال، أما اليوم فيمكن بمئة ألف ليرة كسوة أغلب أفراد العائلة بينما كانت لا تكفي لشراء قطعة ألبسة واحدة.

فروقات واضحة

ويؤكد عمار علوش “أب لخمسة أولاد” واقع انخفاض أسعار البالة بقوله: “الفروقات واضحة بين أسعار البالة في المحال ذاتها هذا العام والمواسم السابقة، التي لم نقدر كعائلات محدودة الدخل الشراء الا عند الضروة، لكن اليوم رغم ضيق الحال والتفكير في تأمين ثمن المأكل والمشرب، بات بالإمكان شراء بعض الألبسة كيلا تبقى غصة في قلوب الأطفال” متمنياً أن تشهد جميع السلع بما فيها الأساسيات والألبسة الجديدة الإنخفاض ذاته”.

نقطة إيجابية ولكن ..

انخفاض أسعار ألبسة البالة في الموسم الصيفي لا شك يعد نقطة إيجابية كونها تمكن المواطنين من شراء الألبسة دون حسابات مطولة، لكن بالوقت ذاته تطرح إشارات استفهام وخاصة إذا كانت البضاعة ذاتها مخزنة من العام الفائت حول هذا الانخفاض وأسبابه، وهنا تشير السيدة إنعام محمد التي تعمل في هذه المهنة منذ سنوات، إلى أن السبب المباشر عدم خضوع ألبسة البالة للضرائب والجمارك المرتفعة كأيام النظام السابق، عدا عن الأتاوات والمبالغ التي كان يتكبدها أصحاب المحال التجارية دون وجه حق وكانت تضاف إلى أسعار القطعة كيلا يخسر التجار، وللأسف المواطن من يدفع الثمن.
ولفتت إلى أن بيع الألبسة بأسعار منخفضة أفضل تجارياً حتى لو كان الربح قليل، حيث يشجع ذلك المواطنين على الشراء بكميات أكبر، وهذا يعني البيع بنسب أكبر مقارنة بالسنوات السابقة، فالعائلة كانت تكتفي بشراء الضروري جداً وتوجه استهلاكها نحو احتياجاتها الأساسية، وهذا ما كان يتسبب في مرور أيام عديدة دون بيع قطعة واحدة فقط والتعرض للخسارة، لكن اليوم تغير الحال نسبياً رغم الواقع الإقتصادي القاسي لأغلب المواطنين.

Leave a Comment
آخر الأخبار