الحريّة – ميليا اسبر:
لم يمضِ أكثر من شهر على رفع العقوبات الأمريكية وكذلك الأوروبية عن سوريا حتّى انتعشت آمال السوريين بتنمية اقتصاد البلاد، وإقامة مشاريع استثمارية، وتالياً تحسين الوضع المعيشي للمواطنين، إلا أنّ اندلاع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية وما تبعها من تأثيرات سلبية على دول المنطقة بينها سوريا زادت قلق السوريين أن تعيق الحرب الاستفادة من رفع العقوبات، لاسيما إن طالت مدة الحرب، حيث لا استثمارات ولا مشاريع اقتصادية من دون بيئة آمنة.
الباحث الاقتصادي الدكتور علي محمد أشار في تصريح لصحيفتنا ” الحريّة” إلى أن الحرب سوف تؤثر على دول منطقة الشرق الأوسط كلها بما فيها سوريا – العراق – الأردن – لبنان، وأن تاثيرها بشكل أو بآخر هو عدم استقرار مع تهديد أمني كبير خاصة مع كثرة التصريحات وتغيّر الاصطفافات الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى توسع رقعة هذه الحرب لتشمل دول المنطقة والخليج، حينها من المؤكد سيكون التأثير أكبر ويؤدي إلى عرقلة أي مشروع استثماري، لذلك ستكون سوريا أمام بيئة غير مستقرة للاستثمار بشكل خاص.
د. محمد: إطالة مدّة الحرب تجعل سوريا بيئة غير آمنة للاستثمار
وأضاف د. محمد بعد تعليق العقوبات الأمريكية ورفع العقوبات الأوروبية كان الهدف والطموح زيادة الاستثمار الأجنبي في سوريا، وأيضاً الاستثمار الوطني سواء كانوا من المقيمين في سوريا أو رجال أعمال خارجها، لذلك أي اضطراب في البيئة يعطي مفعولاً عكسياً، وربما تحدث تطورات مثل إغلاق مضيق هرمز من ايران وهذا سيؤدي إلى موجات تضخمية كبيرة عالمياً سواء في أسعار النفط، لأن 40% من نفط العالم يمر عبر مضيق هرمز ومنه إلى جنوب شرق آسيا وأوروبا وأميريكا وكندا وقناة سويس ..إلخ، فبالتالي ارتفاع سعر برميل النفط سوف يؤثر بشكل أو بآخر على كل الدول ومنها سوريا، كذلك فإن 20% من الحبوب الأساسية تمر عبره، منوهاً بأن هذا الموضوع سوف يطول سلسلة التوريد العالمي ويؤدي إلى تضخم في أسعار موارد الطاقة ( الغاز والنفط) وبعض المواد الغذائية، وتالياً سوف يؤثر على كل الدول بما فيها بلدنا، ولكن ذلك يكون حسب تطور مجريات الأمور في الفترات القادمة.
وأكد د. محمد أن الحديث عن استثمارات أجبنية في سوريا تشمل قطاعات مختلفة وعلى رأسها السياحة، وقد عقدت آمال كبيرة بأنها ستكون رافدة للاقتصاد السوري، لكن ألغيت السياحة في منطقة الشرق الاوسط في هذا الصيف الساخن، علماً أنه كان من المتوقع تفعيل كل قطاعات الاقتصاد الوطني بالاقتصاد السوري لكن الحرب ألغت كل شيء حالياً، إضافة إلى موارد الطاقة، مؤكداً أنه لا يمكن معرفة ماذا سيحدث في حال تم بالفعل إغلاق مضيق هرمز بشكل كامل.
وختم بالقول إنه لا وجود لبيئة استثمار آمنة ومستقرة بوجود الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، لكن التوجس هو من امتداد هذه الحرب لفترات أطول ما يؤدي إلى نتائج كارثية ليست على سوريا فقط، وإنما على دول العالم بأسره.