صراع على حافة اللهب.. الضربة الأمريكية تُشعل الرد الإيراني وتُقرب الشرق من شبح النووي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – أمين الدريوسي:

في زمنٍ يشتعل فيه الشرق الأوسط بنيران الصراع، وتتصاعد فيه التهديدات حتى بلغت عنان السماء، ‏بدأت فصول جديدة من المأساة للصراع الإسرائيلي- الإيراني طويل الأمد، إذا وصل ذروته، بعدما ‏دخلت الولايات المتحدة على خط الصراع ووجهت ضربة مفاجئة وموجعة لإيران، التي أعلنت ‏عن «رد مشروع»، ولم تتوانَ عن الانتقام، فكانت الصواريخ هي لغة الرد، والرعب هو النتيجة، ‏بينما العالم يراقب بقلق بالغ، متسائلاً: إلى أين ستقودنا هذه النار المشتعلة؟

ضربة مفاجئة.. ونيران أمريكية

كانت بداية ساعات الفجر الأولى، عندما دوّت أصوات القصف، وتحولت سماء المدن الإيرانية إلى ساحة ‏قتال، جراء ضربات جوية أمريكية، قوية ومباغتة، استهدفت ثلاثة من أهم المنشآت النووية الإيرانية: ‏فوردو، وأصفهان، ونطنز، فيما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية بأنها «نجاح عسكري ‏باهر»، مؤكداً تدمير المنشآت بالكامل، ومهدداً بمزيد من الضربات إذا لم تبدِ إيران رغبة في السلام.‏

صواريخ في سماء إسرائيل

وبينما اعتبرت طهران أن الرد على استهداف منشآتها النووية، هو حق مشروع لها، كان العالم ينتظر ‏بذهول، يراقب رد الفعل الإيراني، ولم يمضِ وقت طويل، حتى ردت طهران على الهجوم الأمريكي، ‏واطلقت صواريخ «الموجة العشرين» باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وبينما كان القلق يخيم على الجميع، ‏دوّت صفارات الإنذار، معلنةً عن خطر داهم، وتهديد حقيقي، حيث اخترق صاروخ إيراني سماء حيفا، ‏ليسقط على المدينة، مُحدِثاً انفجاراً هز أركانها، كما شهدت تل أبيب الرعب في الوقت نفسه، إذ سُمعت ‏انفجارات في تل أبيب، والتي كانت بدورها هدفاً للصواريخ القادمة من الأراضي الإيرانية، كذلك أعلنت طهران ‏أنها استخدمت في الهجوم صواريخ «خيبر شكن» طويل المدى والذي يصل مداه إلى 1450 كيلومترًا، ‏وذلك لأول مرة في توجيه ضربة باتجاه إسرائيل، مؤكدة أن «الموجة» قد بدأت، وأن الرد الإيراني قد ‏وصل.‏

بين الإشعاع والتحذيرات ‏

وفي أول تعليق له، حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من أن الضربات الأمريكية على ‏المنشآت النووية الإيرانية، ستكون لها «عواقب وخيمة»، قائلاً في منشور على منصة «إكس»: ‌‏«أحداث هذا الصباح شنيعة وستكون لها عواقب وخيمة».
مضيفاً: إن إيران «تحتفظ بجميع الخيارات ‏للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها».‏
وفي ظل هذه الحرب، تزداد المخاوف من عواقب وخيمة لتسرب اشعاع نووي، حيث أصدرت هيئة ‏الرقابة النووية والإشعاعية السعودية بياناً، أكدت فيه أنها «لم ترصد أي آثار إشعاعية» في بيئة المملكة ‏ودول الخليج العربي، وفي الوقت نفسه، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنها «لم تسجل أي زيادة ‏بمستويات الإشعاع» خارج المواقع النووية الإيرانية.‏
بدوره أجرى المركز الوطني لنظام السلامة النووية الإيراني تحقيقات بشأن احتمال انتشار التلوث ‏النووي، وأكد أنه لم يتم تسجيل أي علامات تلوث.‏
وفي صوت من الأمم المتحدة، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن «ما حدث يعد ‏تصعيداً خطيراً»، مؤكداً أن «هناك خطراً متزايداً من أن يخرج هذا الصراع عن السيطرة».‏

حرب مستمرة ومستقبل غامض

تأتي هذه التطورات المتسارعة في ظل استمرار الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لليوم العاشر ‏على التوالي، والتي أوقعت خسائر في صفوف الطرفين، مع طرح تساؤلات كثيرة حول ما يجري، وإلى ‏أين تتجه الأمور؟ وهل ستنتهي هذه الحرب؟ أم أنها مجرد بداية لصراع أشد عنفًا؟ ولكن يبقى الأمل ‏الوحيد هو في الحل الدبلوماسي والعودة إلى طاولة المفاوضات وفق تأكد الأمين العام للأمم المتحدة: «لا ‏يوجد حل عسكري، والطريق الوحيد للمضي قدماً هو الدبلوماسية».‏
قصارى القول، في هذا الشرق الأوسط الملتهب، حيث تتقاطع المصالح وتتصاعد التهديدات، يبقى السؤال ‏الأكبر، هل ستنجح الدبلوماسية في إخماد هذه النار أم إننا على موعد مع حرب نووية تودي بالجميع؟ ‏لتبقى الإجابة معلقة في مهب الريح، والأمل الوحيد هو أن يجد القادة طريقًا إلى السلام، قبل فوات الأوان.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار
بدء تسجيل الطلاب لامتحانات الشهادة الثانوية في الحسكة  بعد تسعة أيام من العناية الطبية.. تعافي طفل اللاذقية من تسمم سمكة البالون ومدير الصحة يتفقد الجاهزية... بمشاركة واسعة من الشركات المتخصصة..حلب تتحضر لانطلاق معرض الأحذية والمنتجات الجلدية   زيادة الرواتب بنسبة ٢٠٠٪ مفاجأة مبهجة للموظفين تؤمن احتياجات عائلاتنا الأساسية  تحسّن الأداء وتسمو بالإنتاج.. زيادة الرواتب تؤمن حياة معيشية كريمة للمواطنين وتعزز استقرارهم النفسي ... تحمل في طياتها آثاراً كبيرة على الاقتصاد الكلي.. زيادة الرواتب بنسبة 200٪ خطوة اقتصادية جريئة مرسوم زيادة الرواتب أعاد للموظف كرامته التي هدرها النظام البائد الفاسد..  تعزيز الثقة بين المواطن وا... دراسة جديدة: الاعتماد على «شات جي بي تي» يمكن أن يُضعف الذاكرة والتعلُم العاملون في الدولة يتنفسون الصعداء.. الزيادة بنسبة  ٢٠٠% تحقق تعزيز القوة الشرائية وزيادة النشاط الت... فعالية توعوية بطرطوس لمخاطر التعرض لأشعة الشمس وسبل الوقاية