هل بدأ عصر تسريح الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي؟!

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- سامر اللمع:

في تحوّل لافت يعكس حجم القلق المتصاعد، باتت التوقعات المتشائمة بشأن مستقبل الوظائف في عصر ‏الذكاء الاصطناعي أشبه بسباق تصريحات بين كبار التنفيذيين في الشركات الأمريكية، وسط تحذيرات ‏من أنّ «عصر تسريح الموظفين» قد بدأ بالفعل.‏
وفي أواخر أيار الماضي، أطلق داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، واحدة من أكثر ‏التصريحات إثارةً للجدل، حين قال إنّ نصف الوظائف المبتدئة في أمريكا قد تختفي خلال خمس سنوات ‏فقط، ما قد يرفع معدل البطالة إلى 20%.‏
ورغم أن تصريحه بدا صادماً، إلّا أنّ أمودي لم يكن وحده في هذا المضمار، بحسب تقرير نشره موقع ‌‏«تك كرانش».‏
وفيما وصفه التقرير بـ«الرياضة التنافسية الجديدة» بين الرؤساء التنفيذيين, شرعت شركات ‏التكنولوجيا والتمويل في إطلاق تحذيرات متتالية بشأن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، ‏وخلال «يوم المستثمرين» السنوي لبنك «جي بي مورغان» في أيار، توقعت ماريان ليك، رئيسة ‏الخدمات المصرفية للأفراد، أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تقليص القوى العاملة بنسبة تصل إلى ‌‏10%.‏
ثم تلتها تصريحات من آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، الذي وصف التحول الجاري ‏بـ«النادر»، محذراً من موجة خفض وظائف قادمة.‏
أما جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، فقد ذهب أبعد من ذلك، عندما قال الأسبوع الماضي إنّ ‏الذكاء الاصطناعي «سيستبدل حرفياً نصف جميع الموظفين من أصحاب الياقات البيضاء في أمريكا».‏
وفي مؤتمر تقني حديث، قال الرئيس التنفيذي لشركة ثريد أب إنّ تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق ‏العمل سيكون أوسع وأعمق مما يتوقعه كثيرون، مؤكداً أنّ «الدمار الوظيفي سيكون هائلاً».‏
وتمثل هذه التصريحات انعطافة واضحة في خطاب الشركات الكبرى، التي لطالما تبنّت نبرة أكثر حذراً ‏عند الحديث عن تسريح الموظفين.‏
ويبدو أنّ التحفظ بدأ يتلاشى مع ازدياد الضغط التكنولوجي الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي.‏
وتشير التقارير إلى أنّ بعض قادة التكنولوجيا ما زالوا يرون هذه المخاوف مبالغاً فيها، إلّا أنّ ‏التحذيرات المتزايدة تُنذر بإعادة تشكيل شاملة لخريطة الوظائف في أمريكا، في وقت قد لا يكون فيه ‏الجميع مستعداً لهذه «الصدمة الرقمية».‏

 

Leave a Comment
آخر الأخبار