الحرية- فادية مجد :
على طول الشواطىء السورية، تتراءى لنا أشرطة خضراء زاهية ، تتراقص على سطح الماء ، لتضفي على المشهد جمالاً خاصاً ، وماهذه الأشرطة سوى طحلب يسمى ( خس البحر ) المعروف باسم “الأوليفا” (Ulva lactuca) ، هذا الكنز الطبيعي الذي نسمع عن أهميته وفوائده الكثيرة ..
لمعرفة المزيد عن صفاته ، وكيفية جمعه، وفوائده
تواصلنا مع الناشط في البيئة البحرية محمود عبد القادر أحمد الذي بدأ حديثه بتعريف خس البحر قائلاً : خس البحر هو طحلب بحري ، أوراقه مسطحة ورقيقة ، شبه شفافة ، وغالباً ما تكون مطوية ، أو متموجة قليلاً ، بلون أخضر لامع ، يصل طول أوراقه إلى أكثر من 30 سنتيمتراً في بعض الأحيان
وأضاف : كما يتميز خس البحر بملمس ناعم ، وزلق قليلاً ، عندما يكون طازجاً، ينمو متشبثاً بالصخور أو الشعاب المرجانية، في المياه الضحلة الهادئة في البحار والمحيطات المعتدلة والدافئة، مثل سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والهادئ.
موسم الحصاد
وعن موسم الحصاد قال : ذروة حصاده تكون في الربيع والصيف ، عندما تكون ظروف الماء مثالية من حيث الحرارة والضوء، منوها بأن الحصاد التقليدي يعتمد بشكل كلي على ظاهرة المد والجزر ، حيث تكشف المياه المنحسرة الصخور والأعشاب البحرية، بما فيها خس البحر.
لتُجمع الطحالب بعناية، إما بقطع الجزء العلوي وترك القاعدة لتنمو مجدداً ، أو بجمع العينات الطافية ، مؤكداً أهمية السرعة خلال عملية نقل الطحلب، من أجل معالجته وتبريده ، بغية الحفاظ على نضارته وجودته.
من البحر إلى المائدة … طرق تناول خس البحر
ولفت الناشط في البيئة البحرية إلى أنه يمكن استهلاك خس البحر ، بعدة طرق متنوعة هي بين التقليدية والحديثة ، فعند استهلاكه طازجاً، يُغسل جيداً ، لإزالة الرمل والأملاح والكائنات الدقيقة ، ثم يُضاف إلى السلطات، ليمنحها نكهة بحرية لذيذة ، وقواماً مقرمشاً، وخاصة مع الخيار و البندورة ، والبصل وعصير الليمون، أو الخل الخفيف.
أما في حال أردنا تجهيزه مطبوخاً، فيضاف إلى الشوربات البحرية أو الخضراوات، ويُقلى سريعاً مع الثوم والزيت والبهارات، ليتحوّل إلى طبق جانبي لذيذ ، كما يمكن أن يضاف مع المأكولات البحرية ، أو يجفف تحت الشمس أو في مجففات خاصة ليصبح هشاً، ليستخدم في الشوربات واليخنات، أو يُطحن ليصبح بودرة ، تُستخدم كمكثف طبيعي أو مكمل غذائي، وحتى كنكهة ولون في بعض الأطعمة.
فوائد صحية مذهلة
ويرى أحمد أنّ خس البحر ليس مجرد طعام لذيذ، بل هو مصدر غذائي غني ، يحتوي على فيتامينات مهمة مثل A، C، وB12 ( النادر في النباتات) ، كما أنه أيضاً غني بالمعادن مثل الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، واليود بكميات معتدلة ، ويحتوي على مضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة وتقوي المناعة ، وهو مصدر للبروتين النباتي الكامل مع جميع الأحماض الأمينية الأساسية ، الأمر الذي يجعله خياراً صحياً ، والأهم مما سبق أنه صديق للبيئة، إذ لا يحتاج إلى أراض زراعية أو مياه عذبة، ويساعد في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحسين النظام البيئي البحري.
وختم أحمد بالقول : خس البحر أو “الأوليفا” أكثر من مجرد طحلب يزين الشواطئ، إنه مكون غذائي غني بالفوائد، يتمتع بنكهة فريدة ، وشكل مميز، من الحصاد اليدوي عند انحسار المد، إلى تزيين أطباق الذواقة، ليثبت هذا الطحلب البسيط أنه كنز بحري حقيقي يستحق التجربة .