هوية بصرية جديدة تلامس وجدان السوريين.. العقاب الذهبي يعيد رسم العلاقة بين الدولة والمواطن

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبو تك:

أثار الإعلان عن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية تفاعلاً واسعاً في الأوساط الشعبية، وسط إشادة لافتة من المواطنين الذين رأوا في “العقاب الذهبي” تجسيداً لهوية وطنية جامعة، تعبّر عن قطيعة مع رموز التسلط، وتؤسس لرؤية جديدة تقوم على الشراكة والكرامة.

فبعد سنوات طويلة من التباعد الرمزي بين الدولة والمجتمع، بدا الشعار الجديد – الذي تتوسطه صورة عقابٍ ذهبيّ تحيط به ثلاث نجوم – أقرب إلى تمثيل الوجدان الشعبي، بتفاصيله المستمدة من التاريخ السوري العريق، وتشكيله البصري الذي يضع الشعب في موقع المركز لا الهامش.

الحماية لا الوصاية

ترى المهندسة سميرة يعقوب، أنّ الهوية الجديدة تعبّر بوضوح عن تحول عميق في شكل العلاقة بين الدولة وأبنائها.

وبينّت لـ”الحرية”: ما لفتني في الشعار أن العقاب لم يأتِ بشكل هجومي كما اعتدنا، بل بأجنحة منبسطة توحي بالاستعداد والرعاية، لا بالترهيب. ثلاث نجوم تسبح فوقه، ترمز إلينا نحن، وكأن الدولة أصبحت في خدمة الشعب، لا العكس. وهذا في حدّ ذاته يعكس فهماً أكثر نضجاً للمواطنة”.

وتضيف يعقوب أن التوزيع الرمزي للريش في الجناحين والذيل يعكس وحدة الأرض السورية وتنوعها الجغرافي، وترى أن اختيار اللون الذهبي يرسّخ قيم السيادة والكرامة والسمو الوطني.

تنتمي إلينا

بدوره، يرى المواطن أحمد صهيوني أن الإعلان عن الهوية الجديدة جاء في لحظة نحن بأمسّ الحاجة فيها إلى ما يلمّ شتاتنا.

ويضيف: تابعت تفاصيل الشعار بشغف. هذا العقاب لا يُخيفني، بل يجعلني أشعر أنني تحت جناح دولة تحميني. لأول مرة أرى رمزاً وطنياً لا يقف ضدي بل بجانبي، وهذا فارق كبير”.

يعيد الاعتبار للمواطن

من جانبها، عبّرت المدرسة مريم درويش عن ارتياحها للرمزية الجديدة، معتبرة أن الشعار يعيد الاعتبار للمواطن السوري العادي، الذي غالباً ما غاب عن المشهد الرسمي. تقول:

الهوية الجديدة ليست فقط جميلة من حيث الشكل، بل تحمل رسالة قوية بأننا لم نعد خارج المعادلة. وجود النجوم في الأعلى فيه رمزية مدهشة: الشعب فوق، والدولة في موقع الحارس، لا السيد. وهذا ما نحتاجه فعلاً اليوم.

من السلاح إلى النهضة

يُجمع المواطنون الذين التقتهم صحيفتنا “الحرية” على أن الهوية البصرية الجديدة تمثل خطوة في مسار وطني طويل يعيد الاعتبار للرموز، وينقل الدولة من منطق الوصاية إلى منطق الرعاية. ويرون أن استبدال “نسر الترس المغلق” بـ”عقاب من ذهب” يحمل دلالة واضحة على التحول من ثقافة القسر إلى ثقافة الاحتضان، ومن رمزية السلاح إلى رمزية النهضة.

وبينما تتواصل الخطوات لتعميم الهوية الجديدة على مختلف المراسلات والوثائق الرسمية، يأمل السوريون أن تكون هذه الانطلاقة فاتحة لمسار أوسع نحو دولة حديثة، يتجسد فيها الشعار قولاً وفعلاً، وتُصاغ فيها العلاقة بين الدولة والشعب على أسس الشفافية والتمكين والكرامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار