الحرية – حسيبة صالح:
من قلب العاصمة السورية، وفي ليلة حملت ملامح الحنين والفنّ والعشق، التأم جمهورٌ عاشق للموسيقا الشرقية مع الثنائي الذهبي: الفنانة ليندا بيطار والمايسترو عدنان فتح الله، في أمسية نظّمتها مجموعة غلوري الدولية على مسرح فندق تاليسمان الدمشقي الأنيق، وذلك في سهرة تحمل من الشام ملامحها، ومن الذائقة الشرقية رقيّها. وتحت عنوان غير مُعلن لكن محسوس فكان “الفنّ يليق بدمشق”
“زيّ الثواني”
في لحظة تنفّست فيها الروح بعد طول انتظار، وقفت ليندا على المسرح لتغنّي “زيّ الثواني”. والتي لم تكن مجرد أغنية، بل بوحُ دمشق بصوت أنثوي صافٍ، يحتضن الحزن كما يحتضن النور. صوتٌ عانق أوتار العود والكمان بتناغمٍ أوركسترالي خالص، بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، الذي لا يقود فرقة فحسب، بل ينسّق بين نبض الجمهور وأصابع الموسيقيين.
“كأننا لا نستمع إلى أغنية… بل نستعيد ذاكرة دمشق التي كادت تُطفأ”. والكلام للمهندسة مها طيارة من الحضور.
الموسيقا تُنير ليالي الشام
قدّم الحفل لوحةً موسيقية تنقّلت بين الآلات والأحاسيس بمستوى استثنائي من الحرفية، حيث امتزج الإتقان بالرقيّ، والمقطوعات بالارتجال المدروس، فكانت النتيجة تجربة حسّية متكاملة.
في هذه الأمسية، لم تكن الموسيقا زينةً للحدث، بل كانت هي الحدث عينه. فقد اختار منظّمو فندق تاليسمان بواجهته الدمشقية وديكوره الشرقي العريق، كمسرح لهذا الحدث، في تجانس جميل بين الفن والمكان. أما التنظيم، فقد حمل توقيع غلوري الدولية التي أولت العناية لكل تفصيل: من استقبال الضيوف، إلى توزيع المقاعد، وحتى توزيع الورد.
ختام يشبه بداية جديدة
ليست كل الحفلات حفلات. إذ يمثل بعضها مرآة للمدينة، ودفتر ملاحظات للمستقبل، وهمسة تقول “دمشق لا تموت، بل تنتظر من يُصغي”.
أمسية من ليالي دمشق الهاربة من ضوضاء العالم… حفلة همست للحضور: الفنّ لا يُسرق من روح الشام، بل يعود إليها كلما غاب، بأغنية، بنغمة، أو بصوت امرأةٍ تُشبه القصيدة.