الحرية – نهلة أبو تك:
يواصل مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة اللاذقية اجتماعاته الطارئة، برئاسة أنس جود رئيس الغرفة، مع أعضائها لمتابعة تطورات كارثة الحرائق التي تضرب الريف الشمالي للمحافظة، وبحث سبل المساهمة الفاعلة في التخفيف من الأضرار التي لحقت بعدد من القرى، ولا سيما في منطقة جبل التركمان والمناطق المحيطة.
حيث عُقد اليوم الثلاثاء اجتماع موسّع ناقش آليات التدخل العاجل ودعم الأهالي في المناطق المنكوبة.
وبين جود في تصريح خاص لصحيفتنا “الحرية” أن الغرفة بدأت، بالتنسيق مع الجهات المعنية، بتأمين الاحتياجات الأساسية والمستلزمات الضرورية اعتباراً من يوم غد، وتشمل قرية قسطل معاف وعدداً من القرى المتضررة الأخرى، في خطوة دعم أولية تهدف إلى إعادة نبض الحياة إلى المناطق المنكوبة، مؤكداً أن هذه المبادرة ستتبعها خطة دعم شاملة تغطي جميع القرى المتأثرة بالحرائق.
وكشف جود عن تنسيق جارٍ مع محافظة اللاذقية لإعادة تأهيل البنى التحتية في عدد من القرى المتضررة، من خلال تأمين مبالغ مالية مخصصة للمساهمة، ولو بجزء بسيط، في مساعدة السكان على تجاوز آثار الكارثة. كما أشار إلى تنسيق مستمر مع بقية غرف التجارة السورية، وقد بدأت الاستجابة بالفعل، حيث قدمت غرفة تجارة حلب مساهمة مالية مباشرة لتأمين مساعدات مادية عاجلة للقرى المنكوبة.
وتشهد محافظة اللاذقية حالياً موجة حرائق غير مسبوقة، اندلعت منذ عدة أيام في غابات جبلية كثيفة، وامتدت إلى عدد من القرى والمزارع، ملحقة أضراراً كبيرة بالمنازل والمحاصيل، وتُعد مناطق جبل التركمان، الغسانية، ربيعة، بيت الوالي، وزنزف من أبرز المناطق المتضررة، في ظل صعوبات كبيرة تواجه فرق الإطفاء نتيجة التضاريس الوعرة وسرعة الرياح.
وفي هذا الإطار، قام عدد من أعضاء مجلس إدارة الغرفة بزيارة ميدانية إلى المناطق المنكوبة، للاطلاع المباشر على حجم الأضرار وتحديد الأولويات والاحتياجات الإنسانية العاجلة، تمهيداً لتقديم دعم فوري وفق الإمكانات المتاحة.
ودعا رئيس الغرفة جميع الفعاليات الاقتصادية والتجارية في محافظة اللاذقية وكل المحافظات السورية إلى المبادرة وتقديم المساعدة، فأمام هذه الكارثة البيئية والاجتماعية، لا بد من تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص، ومن مسؤوليتنا جميعاً أن نكون إلى جانب أهلنا في هذه المحنة.
وتأتي هذه التحركات وسط استغاثات متزايدة من الأهالي، في ظل استمرار تمدد الحرائق و اقترابها من مناطق سكنية، فيما تواصل فرق الإطفاء والدفاع المدني والمتطوعون من المجتمع الأهلي جهودهم المضنية للسيطرة على النيران وحماية الأرواح و الممتلكات.