الحرية – باسمة اسماعيل:
أعرب عدد من مزارعي محافظة اللاذقية عن قلقهم حيال كفاية خطة الري الاستثنائية، التي أقرتها الجهات المعنية لهذا الموسم، مشيرين لصحيفتنا “الحرية” إلى أن دورة ري واحدة غير كافية لتلبية احتياجات المزروعات الصيفية المتزايدة، وسط تراجع ملحوظ في مصادر المياه الجوفية.
خطة تقنين دقيقة
ورأى بعضهم الآخر أن خطة التقنين دقيقة وواقعية بالنظر إلى محدودية الموارد، إلّا أنّ التحدي الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذا المورد الحيوي، بما يحقق التوازن بين مياه الشرب ومتطلبات الزراعة، وخاصة في محافظة تشكل فيها الزراعة أحد أعمدة الاقتصاد المحلي.
في هذا السياق، بيّن مدير علاقات وزارة الطاقة في اللاذقية وطرطوس تامر أكر، أن خطة الري أعدت من قبل لجنة الري الرئيسية في المحافظة، برئاسة معاون مدير الزراعة وعضوية كل من الموارد المائية، ومؤسسة مياه الشرب واتحاد الفلاحين وغرفة الزراعة، وتم بناء الخطة وفقاً لبيانات الحصاد المائي، ونسبة التخزين الفعلية في السدود.
مياه شحيحة
وفي تصريحه لصحيفتنا “الحرية”، أوضح أكر أنه نتيجة الموسم المطري المنصرم الجاف، ونسبة التخزين المتدنية جداً، تم وضع برنامج للري وفقاً للإمكانات المائية المتاحة، تستهدف الحد الأدنى الممكن من الأراضي الزراعية، في ظل تخزين مائي لم يتجاوز 40% من السعة التصميمية لسدود المحافظة.
ريّة واحدة وسط تحديات كبيرة
وأشار أكر إلى أنّ سد مشقيتا تم استبعاده من خطة الري هذا العام، حرصاً على توفير مياه الشرب للإخوة المواطنين، في حين بدأت دورة ري واحدة من سد طرجانو بداية هذا الشهر، ولمدة عشرين يوماً، واقتصر عدد الدورات على دورة واحدة، أما السدود السطحية فيتم تنفيذ دورات ري نظامية وحسب الطلب.
وأضاف: كذلك تم تنفيذ دورة ري واحدة أيضاً في
سد بلوران بداية هذا الشهر، فيما تنفذ دورات ري شبه نظامية من سد الحويز، لكونه تمت تعبئته من نبع السن في شباط الماضي، عبر مشروع الضخ الشتوي.
وفيما يتعلق ببقية السدود، أشار أكر إلى تنفيذ دورة ري سدود السفرقية وبيت ريحان حالياً، بما يتوافق مع الكميات المتاحة.
جزء لا يمكن الاستفادة منه
وأكد أكر أن أبرز التحديات والصعوبات الحالية التي تواجه خطة الري هذا العام، عدم توافر المخزون المائي الكافي، حيث لم تتجاوز نسبة التخزين مع بداية الموسم 40% من سعتها التصميمية، وهذه النسبة يوجد منها جزء لا يمكن الاستفادة منه، كونه “حجماً ميتاً” في بحيرة كل سد، إضافة إلى جزء مخصص لمياه الشرب، ولاسيما في سدي مشقيتا وبلوران.