التشكيلي نايف خضر.. إيقاعات سوريالية وعفوية متحررة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- هويدا محمد مصطفى:

تتشكّل تجربة الفنان التشكيلي نايف خضر عبر تنويعات للأساليب الفنية التي تميل إلى إظهار البعد الثالث برؤية بصرية تتدرج فيها الإضاءة اللونية، ما يكشف عن علاقة الفنان ببيئته وواقعه. تتميّز لوحاته بلمسة عفوية وإحساس شاعري نابض بالحيوية والخيال. وللتعرف إلى عالم الفنان التشكيلي نايف خضر، أجرت صحيفة الحرية معه هذا الحوار.

*_متى دخلت عالم الفن وما اللوحة التي استهللت بها رحلتك الفنية ؟
_ دخلت عالم الفن وأنا في الصف السابع، حيث شاركت في معرض مدرستي بعدة أعمال فنية. كان مدرّس مادة الرسم هو السند الأساسي لي في تلك المرحلة، وقد قمت برسم لوحة بالألوان الزيتية تعكس جمال الليل والطبيعة والنجوم.

*_ما مدى تأثرك بالبيئة التي تعيشها وانعكاسها على فنك ؟
**_للبيئة دور أساسي ومهم في حياة الفنان، يتأثر بها ويتفاعل من خلالها مع الأفكار والمواقف التي تحدث أمامه ويستوحي منها أغلب لوحاته .

*_هل هناك مصارحة بين لوحتك والمتلقي؟ ما مدى تأثرك بالواقع؟
**_ بالنسبة للوحتي، فإن هناك دائماً حالة من العشق العميق تربطني بها. أما بالنسبة للمتلقي، فتختلف تلك الحالة من شخص لآخر، وذلك يعتمد على طبيعة كل فرد وثقافته واهتماماته. إن الواقع الذي أعيشه يفرض نفسه بقوة على أعمالي، ورغم محاولاتي للهروب نحو القيم الجمالية، إلا أن الواقع يظل يفرض نفسه.

*_تناولك للمرأة في معظم لوحاتك ماللغة التي تريد إيصالها للمتلقي؟
**_للمرأة دور أساسي في أعمالي لعدة أسباب، أهمها أنها تمثل العطاء والحنان والجمال. من خلال ذلك، أستطيع أن أربط كل شيء جميل بالأنوثة.

*_لوحاتك تنوعت ما بين الانطباعية والتجريد والسوريالية، ما الفرق بين تلك المدارس؟ وأين تجد نفسك أكثر؟
**_ فعلاً، تتوزع معظم أعمالي بين الانطباعية والتعبيرية والسوريالية، لكنني أميل أكثر نحو السوريالية. أنا أرسم الأشكال بواقعيتها، ولا أحب تشويهها بحجة الأساليب التي تتبعها مدارس فنية مثل التكعيبية أو التجريدية. بالنسبة لي، السوريالية تعني ما وراء الطبيعة. أرسم الفكرة التي تتشكل في ذهني بأسلوب واقعي دون تشويه، ولكن في الوقت نفسه، أعبّر عن إحساسي تجاه الفكرة التي أريدها. لذا، لا أرسم الفكرة كما هي في الواقع، بل أترجم مشاعري تجاهها بأسلوب واقعي..

*_ برأيك، هل الفنان يبدع من خلال موهبته أم عبردراسته للفن التشكيلي؟
**_ الموهبة هي الأساس، والتعليم الأكاديمي يلعب دوراً مهماً جداً في صقل تلك الموهبة. في عصر النهضة، لم تكن هناك مدارس وجامعات متخصصة لتعليم الفن، ومع ذلك، نرى ونقرأ عن عباقرة في هذا المجال مثل ليوناردو دافنشي ومايكل آنجلو والعديد من الآخرين. في عصرنا الراهن، نحتاج إلى التعليم الأكاديمي جنباً إلى جنب مع الموهبة، بالإضافة إلى شغف الفنان.

*_ماعلاقة لوحتك بالأدب وخصوصاً أنك تكتب بعض النصوص الشعرية ؟
**_ بالنسبة للأدب، فإنني أهتم به كثيراً ولدي بعض المحاولات الخجولة في مجال الشعر. أحياناً، أرسم بعض الومضات الشعرية في لوحاتي، وفي أحيان أخرى، أستنبط من اللوحة ومضة جميلة تعبّر عن مشاعري وأفكاري.

*_ما المعارض التي شاركت فيها وهل من مشاريع قادمة؟
**_الواقع التشكيلي حالياً يمر بأزمة ثقة نتيجة الأحوال الطارئة، ونأمل أن يعود لنشاطه المعتاد. لقد أقمت العديد من المعارض في عدة محافظات سورية خلال السنوات الماضية، ولكن في هذه الفترة توقفت جميع نشاطاتي، وكذلك نشاطات رفاقي الفنانين الآخرين. نأمل أن يعم السلام والأمان في بلدنا، كي ننطلق من جديد.

Leave a Comment
آخر الأخبار