لقاء تشاوري في حلب يناقش أولويات التعاون وتعزيز دور المجتمع المدني 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ أنطوان بصمه جي  :

عقدت اليوم المنظمة العالمية للنهوض بالمجتمع المدني (GLOCA) وبالتعاون مع مركز جنيف لحوكمة القطاع الأمني (DCAF)، لقاءاً حوارياً تشاورياً موسع مع ممثلي منظمات المجتمع المدني والناشطين والمؤسسات المحلية في مدينة حلب، وذلك في مقر المنظمة بحي المحافظة.

وكشف المدير التنفيذي لمنظمة النهوض بالمجتمع المدني (GLOCA) وسيم الحاج أن هدف اللقاء الرئيسي هو فتح قنوات حوار بناءة حول سبل دعم التعافي المستدام وتعزيز آليات التفاعل بين مختلف الفاعلين في المشهد المحلي والدولي، مبيناً أن اللقاء يجمع العشرات من قادة المجتمع المدني، وناشطين محليين، ومسؤولين من المؤسسات الخدمية والحكومية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمتين.

من جهته، أشار رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز جنيف لحكومة قطاع الأمن (DCAF) أيمن أيوب إلى أهمية الحوارات التشاورية في فهم الاحتياجات المحلية على أرض الواقع، مشيراً إلى استعداد المركز لتقديم خبراته العالمية في مجال حوكمة القطاع الأمني والعدالة لدعم المسار التنموي في حلب بما يتوافق مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات.

تمحورت الجلسة النقاشية حول تحديد أولويات التعافي ومناقشة الاحتياجات الملحة لمدينة حلب في مجالات إعادة الإعمار، وتعزيز الأمن والخدمات الأساسية (الماء، الكهرباء، الصرف الصحي)، والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، وتمكين المرأة والشباب، وتعزيز الشفافية.

كذلك دار النقاش حول تعزيز التعاون واستكشاف سبل تحسين التكامل بين جهود منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المحلية والجهات الداعمة الدولية لضمان فعالية البرامج وتجنب الازدواجية.

أكد ميسر اللقاء ومدير العلاقات العامة في منظمة GLOCA محمد خليلو على التزام المنظمة بدعم قدرات المجتمع المدني الحلبي وتمكينه ليكون شريكاً فاعلاً في عملية التعافي وإدارة المرحلة الانتقالية، وفتح حوار شفاف لرصد الاحتياج الحقيقي.

وتضمن اللقاء الحواري التركيز على التحديات والفرص وتشخيص العقبات التي تواجه عمل المجتمع المدني في المرحلة الحالية، مثل فرص البحث عن التمويل المستدام، وبناء القدرات، وتعزيز الشفافية والمحاسبة، مع استعراض الفرص المتاحة للشراكات البناءة، والتركيز على الحوكمة والأمن المجتمعي من خلال تسليط الضوء على أهمية الحوكمة الرشيدة في قطاعي الأمن والعدالة كأساس للاستقرار والتنمية، وذلك من خلال الخبرات الدولية التي يقدمها مركز (DCAF).

كما عبر ممثلون عن المؤسسات المحلية والمجتمع المدني عن أهمية هذا اللقاء في سماع صوت المجتمع المدني ودمجه في التخطيط للبرامج المستقبلية، معربين عن أملهم في تعزيز التعاون العملي الميداني.

خرج اللقاء الحواري بمجموعة من التوصيات الأولية التي ركزت على ضرورة وضع خطة عمل مشتركة ذات أولويات واضحة لتعافي حلب، وتعزيز الشفافية في تدفق المعلومات وآليات صنع القرار بين جميع الأطراف، وبناء قدرات منظمات المجتمع المدني في مجالات إدارة المشاريع الاقتصادية والصناعية والزراعية، الرصد والتقييم، والمناصرة، وإيجاد آليات تنسيق دائمة وفعالة تضم المجتمع المدني والمؤسسات المحلية والجهات الداعمة، والاهتمام ببرامج الحماية الاجتماعية والدعم النفسي كأساس للتماسك المجتمعي.

يُعد هذا اللقاء التشاوري خطوة عملية نحو تعزيز دور المجتمع المدني كركيزة أساسية في بناء مستقبل حلب. وأعرب المنظمون عن تفاؤلهم بنتائج الحوار، مؤكدين على عزمهم على مواصلة عقد لقاءات مماثلة ومتابعة تنفيذ التوصيات بالشراكة مع جميع المعنيين، سعياً لتحقيق تعافٍ شامل ومستدام يحفظ كرامة أبناء المدينة ويعيد إعمارها مادياً وبشرياً.

تصوير: صهيب عمرايا

Leave a Comment
آخر الأخبار