قطاع يتثاءب… تعديل أسعار الطاقة والحماية وفتح الأسواق التصديرية شروط إنعاش الصناعات النسيجية في سوريا

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية- حسام قره باش:
نعم، ما يزال قطاعنا النسيجي متعثراً للآن، بسبب انفتاح الأسواق عليه ومنافسته من كل دول العالم، بعد اعتماد اقتصاد السوق الحر، ولا بد من اتخاذ خطوات جريئة لتصحيح المسار وإعادة الأهمية الاقتصادية لهذا القطاع المؤثر في اقتصادنا الوطني، بما يسهم في إعادة نهضته وألقه وانعكاسه المباشر على الناتج المحلي ورفد الخزينة العامة بإيرادات جيدة.

الطباع: لا نريد دعم أسعار المحروقات إنما نريد بيعها للصناعيين بالسعر العالمي أو أسوة بدول الجوار

واحدة بواحدة

وبمجمل القول، يوضح نائب رئيس القطاع النسيجي وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها أدهم الطباع في تصريح لصحيفتنا “الحرية”، أنه بالمقابل، نتماشى مع الاقتصاد الحر، لكن المشكلة أن بعض الدول تغلق أسواقها في وجوهنا ونستورد منها ولا تستورد منا، وبضائعها تتدفق إلينا إلى حد الإغراق، وأهم هذه الدول الأردن التي تمنع الاستيراد من سوريا وكذلك مصر التي تسمح بالتصدير غير أنها تضع العراقيل الإدارية كي لا نصدر إليها، وبالنسبة للعراق فهو مشغول حالياً بانتخاباته في تشرين الثاني وأسواقه مجمدة بسبب وضعه الداخلي الخاص، فلا يمكننا التأثير عليه حالياً إضافة إلى صعوبة شحن البضائع إليه في الوضع الراهن رغم وجود زبائننا بالسوق العراقية وتفضيلهم للمنتج السوري.
ونوه بأن العمل جارٍ للتأثير على الدول التي تضع العراقيل كمصر والأردن وتمنع تسهيل دخول المنتجات النسيجية السورية إلى أسواقها، مشيراً أيضاً إلى تأثير البضائع التركية على المنتج المحلي بالفترة الأولى عقب التحرير، لأنها دخلت بلا رسوم وإرسال كل ما لديهم من بضائع زائدة ونخب أول وثاني وثالث إلى أسواقنا كباقي البضائع مثل الغذائية.

الصناعيون يريدون

بهذا السياق، يطالب الطباع المعاملة بالمثل وتكافؤ الفرص مع الدول التي نستورد منها وفتح أسواقها التصديرية أمام المنتجات النسيجية السورية والسماح بدخول أسواقها، وأيضاً المطالبة بتأمين حوامل الطاقة من كهرباء وفيول ومازوت من الحكومة كونها عصب هذه الصناعة.
وقال لـ”الحرية”: لا نريد دعم أسعار المحروقات إنما نريد بيعها للصناعيين بالسعر العالمي أو أسوة بدول الجوار، فسعر الكهرباء عندنا حسب معدل التحويل تساوي 20 سنتاً في حين تساوي بمصر 3 سنتات وبالأردن 10 سنتات، لذلك ينبغي تحرير أسعار المحروقات بالسعر العالمي الرائج وليس بالأسعار المدعومة، وبنفس الوقت فرض رسوم إغراق أو رسم جمركي يعادل فرق سعر حوامل الطاقة على الدول التي تدعم أسعار الطاقة عندها مثل مصر كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر دولة صناعية في العالم لإحداث مبدأ تكافؤ الفرص.
وتابع: لا نطلب إغلاق الأسواق أو فرض ضميمة بل نطالب برسوم تعادل ما تضعه تلك الدول التي تدعم الطاقة ومنتجاتها التصديرية.

تَدَهور ولم يتطور

خسر القطاع النسيجي السوري الكثير من إمكانياته وإيراداته قبل التحرير، وما زالت معاناته مستمرة للآن في ظل عدم وجود التكافؤ بيننا كوننا للآن نستورد ولا نصدر.
وبهذا المجال، يتفاءل الطباع بأن القادم أفضل مع الاتفاقيات لإعادة البريق المفقود للقطاع، حيث لم يعد هناك صعوبات لتأمين المواد الأولية بعد التحرير كالسابق والتي بعضها مستورد والآخر من إنتاج محلي.
ورأى أن أصحاب المصانع المتوقفة أو المهاجرة في حالة ترقب وانتظار ودراسة للواقع الجديد والاتفاقات التي تسمح بالتصدير وتفتح الأسواق الخارجية كون السوق المحلية صغيرة نسبياً، مبيناً أن إغراق السوق بالبضائع المستوردة ووجود فائض إنتاج وارتفاع أسعار المحروقات وضعف القوة الشرائية عندنا، تحتاج إلى أسواق تصديرية لإنعاش القطاع.
ويعلق الطباع الآمال على معرض خان الحرير (موتكس) المقبل في منتصف أيلول الذي تنظمه غرف صناعة وتجارة في دمشق وحلب باعتباره معرضاً نسيجياً تصديرياً بامتياز، متمنياً أن يفضي إلى عقود تصديرية وأسواق تصديرية واسعة مع الإشارة إلى أن الزبائن في الأردن يطلبون منهم الضغط على الحكومة السورية للضغط على الحكومة الأردنية لفتح باب الاستيراد من سوريا فعلياً للألبسة والصناعات النسيجية.

الواقع والمأمول

ووفقاً للطباع، لا توجد اليوم أي إحصائية عن مدى المساهمة الحقيقية بإجمالي الناتج المحلي حيث لم تكن الإحصائية السابقة خلال الثورة واضحة، في حين كانت قبل الثورة تساهم بنسبة 40٪ بالناتج المحلي حسب وزارة الاقتصاد وتشغِّل بشكل مؤكد حوالي 60٪ من اليد العاملة عدا عن الصناعات الرديفة (كالتعبئة والتغليف والعلّيقات).
ويضيف: لدينا عدد جيد من مصانع النسيج ولم تتغير، لكن طاقتها الإنتاجية انخفضت كثيراً وبعد المعرض القادم وعودة الأسواق الخارجية لاستقطاب منتجاتنا نتوقع أن تتحسن الأمور كثيراً وإذا أصبحت أسعار حوامل الطاقة مدروسة وعادلة كدول الجوار، سيستعيد الصناعي السوري انطلاقته الواثقة ومكانته المرموقة خاصة بعد الاتفاق مع الدول التي أغلقت أسواقها أمامنا على فتحها.

وأخيراً…

وبالتالي، بيَّن عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق التطلع والدخول إلى السوق الأمريكية الذي يعد أهم سوق نسيجي في العالم بعد رفع العقوبات عن سوريا.
وحول عودة الاستثمارات وصناعيي النسيج السوريين الذين أقاموا مصانعهم في الخارج إبان النظام الساقط وإعادة توطين صناعتهم في سوريا مجدداً، شدد على وجود رغبة حقيقية للجميع بالعودة، إنما قيد الانتظار إلى حين تعديل أسعار الطاقة وإصدار التشريعات والقوانين الاستثمارية المشجعة وقانون ضريبة الدخل بحيث يكون قانوناً عصرياً وعادلاً يشجع الصناعة الوطنية ويطورها لطالما تمتع الصناعي والعامل السوري وخاصة النسيج بالمهارة الفائقة والكفاءة في الإنتاج.

Leave a Comment
آخر الأخبار