وفرة السمك في مدينة جبلة تصطدم ببرودة السوق 

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- لوريس عمران :

انخفضت أسعار السمك في محافظة اللاذقية بشكل لافت خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل صيف لاهب يضرب الساحل السوري، ما أثار دهشة الباعة والمستهلكين على حد سواء. هذا التراجع، الذي شمل معظم أصناف السمك، بدا غير مألوف في توقيته وشدّته، إذ تداخلت فيه عوامل مناخية واقتصادية ومعيشية، لتشكّل لوحة معقّدة لسوقٍ اعتاد على تقلبات البحر، لا على وفرة تعجز الجيوب عن مواكبتها.

أسعار تهبط

خلال جولة ميدانية لـ”الحرية” في الأسواق الرئيسية، تبيّن أن نوع “السكارينا” انخفض من مئة ألف ليرة إلى سبعين، وتراجع “اللقّوز” إلى السعر نفسه، فيما هبط سعر “السلطان إبراهيم” الكبير من مئة وعشرين ألفاً إلى تسعين. أما السلطاني الصغير، فقد بلغ خمسين ألفاً بعد أن كان يُباع بمئة ألف ليرة سورية. وتواصل الانخفاض في “البوري” من تسعين ألفاً إلى ستين، و”الغسّاني الصغير” من ثمانين إلى خمسين، في حين سجّلت “البلميدا” الشعبية النسبة الأكبر من التراجع، إذ هبطت من سبعين ألفاً إلى خمسة وثلاثين.

وفرة غير مسبوقة

وبين  عدد من بائعي السمك لـ”الحرية “، أن هذه الانخفاضات جاءت نتيجة ارتفاع حرارة البحر، ما أدى إلى تجمّع الأسماك بكثرة قرب الشاطئ، وسهّل عمليات الصيد بشكل كبير. غير أن هذه الوفرة لم تُقابل بإقبال مماثل من المستهلكين، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، إضافة إلى أن الكثيرين لا يفضّلون تناول السمك في الصيف لما يتطلبه من وقت وجهد في التحضير، فضلاً عن “ثقله على المعدة” في مثل هذا الطقس الحار.

الأسماك الشعبية

بعض الصيادين التقتهم صحيفتنا أكدوا أنه على الرغم من  التراجع العام في الطلب، ما تزال بعض الأصناف الشعبية الأرخص ثمناً تحافظ على حصة مقبولة من المبيعات، مثل البلميدا والسردين والسلمَن، إذ تلجأ إليها الأسر محدودة الدخل كمصدر بروتيني بديل، خصوصاً مع الفارق السعري الذي طرأ عليها مقارنة بالفترات الماضية.

مقارنة بالفروج

وفي هذا السياق، أكّد رئيس جمعية الصيادين في مدينة جبلة سميح كوبش، أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم بشكل مباشر في انخفاض الأسعار، بالتزامن مع تراجع سعر الفروج في الأسواق، الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين إلى تفضيل الفروج لكونه أقل كلفة وأسهل في التحضير، ما أدى إلى ضعف الطلب على السمك، وأجبر الباعة على تخفيض الأسعار لتصريف الكميات الكبيرة التي تُجلب يومياً من البحر.

تحذير من “النفيخة” السامة

كوبش أطلق تحذيراً واضحاً من تناول سمك “البالون” أو ما يعرف محلياً بـ”النفيخة”، مؤكداً أنه محظور البيع لما يحتويه من مادة سامة شديدة الخطورة، وأوضح أن جميع الصيادين في جبلة يتعاملون مع هذا النوع بحذر، ويقومون بإتلافه فور اصطياده. وأضاف أن الأسابيع الأخيرة شهدت حالات تسمم مرتبطة بهذا النوع، داعياً المواطنين إلى توخي الحذر وعدم الانسياق خلف العروض المغرية التي قد تُخفي خطراً كبيراً على الصحة.

الجيب مقيد

في خضم هذا المشهد، يبقى السمك جزءاً من الثقافة الغذائية لسكان الساحل، وإن خفّ الإقبال عليه حيناً واشتدّ حيناً آخر. وبين بحر يفيض بالأسماك وجيوب لا تحتمل كلفة الرفاه الغذائي، تستمر العلاقة المتذبذبة بين المستهلك وسوق السمك، رهن ما تحمله الأيام القادمة من متغيّرات الطقس والاقتصاد.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار
أبناء وأهالي السويداء ينادون باللجوء  للدولة والقانون بدل الانجرار للانتقام والتصعيد،  قطاع الدواجن السوري في خطر: منافسة اللحوم المجمدة تهدد الإنتاج المحلي والأمن الغذائي الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان: ندعو للتهدئة في السويداء ونرفض دعوات الحماية الدولية وزارة الدفاع السورية: باشرنا بالتنسيق مع الداخلية نشر وحداتنا العسكرية في المناطق المتأثرة بأحداث ال... الداخلية السورية: دورنا يقتصر على حفظ الأمن وحماية المدنيين في السويداء تحسينات ملموسة في قطاع المياه بـ«الحفة».. و جهود حثيثة لإعادة الحياة لـ«جبل الأكراد وسلمى وكنسبا» ‏«ريليف ويب»: حرائق الغابات شمال اللاذقية تفرض واقعاً مأساوياً نقل ١٩ حيواناً مصاباً من مناطق الحرائق إلى جمعية "رفق لإنقاذ الحيوانات " في حلب  المتحدث باسم الداخلية السورية: فرض هيبة الدولة والقانون داخل السويداء أمر ضروري ومطلب شعبي إدارة نادي المجد تتعاقد مع أنس مخلوف مدرباً لرجالها في الممتاز