خلع عباءة الغش

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

وليد الزعبي:

انقضت امتحانات شهادة التعليم الأساسي، وها هي امتحانات الشهادة الثانوية بفروعها المختلفة، تسير من دون أي منغصات أو ضجيج حولها، كما كان يحدث في عهد النظام البائد.
لطالما كان يتم تناقل أحاديث في السنوات السابقة، عن وقوع مخالفات امتحانية جسيمة تثير حفيظة الناس، ولا سيما حدوث تسريب للأسئلة لأكثر من مادة، وإدخال حلول للأسئلة إلى القاعات الامتحانية، إضافة إلى إدخال الكتب والموبايلات والسماعات، بتسهيل وتواطؤ أحياناً من القائمين على العملية الامتحانية، وخاصةً للطلاب المحضيين المحسوبين على بعض الجهات الأمنية والشرطية وغيرها حينها، أو لأولئك الذين كانوا يدفعون الرشاوى.
وفي ظل ذلك الواقع المقيت اللا أخلاقي، حصل الكثيرون على شهادة الثانوية العامة من دون وجه حق، ومنهم من حصد بالغش على مجموع مرتفع لا يستحقه، ودخل فروعاً جامعية عليا على حساب طلاب آخرين مجدين وحرمانهم منها، وخاصةً أن المفاصلة العامة كما هو معروف تحدد سقف المقاعد في كل كلية حسب طاقتها الاستيعابية، وهو أمر كان يشعر الأهل وأبناؤهم الطلاب من الذين لا تسمح لهم مبادئهم إلا بالاعتماد على أنفسهم وتجنب مغبة الغش، بالغبن والقهر نتيجة ضياع حقوقهم.
نعم واقع سير الامتحانات العامة هذا العام بعد التحرير، ليس كما كان عليه في الأعوام السابقة، فهي تمضي وفق محدداتها من وزارة التربية والتعليم، وتسودها أجواء هادئة ومريحة، توازياً مع الضبط الجيد لها الذي حيد المخالفات الجسيمة، وما يسجل هو مخالفات عادية محدودة، وبناءً على ذلك يمكن اعتبار أن استهداف نيل كل طالب لثمرة تعبه وجهده الحقيقي الذي بذله طوال عام دراسي، قد تم تصويبه.
وعلى هذا المسار، سيدخل الطالب بعد المرحلة الثانوية أحد الفروع الجامعية لكن عن جدارة هذه المرة، وعند تخرجه ومزاولة العمل في مجال اختصاصة، لا شك سيكون معززاً بكفاءة تمكنه من الارتقاء بخبراته وأدائه، ما يصب بالنتيجة في مصلحة الارتقاء بذلك العمل ضمن أي من القطاعات العامة أو الخاصة، وبالمجمل يصب بمصلحة التنمية المنشودة للبلاد في المرحلة المقبلة.

Leave a Comment
آخر الأخبار