سياحة المزارع الريفية

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

لوحظ في السنوات الأخيرة، ازدياد كبير في توجه الكثير من العائلات المقتدرة نحو شراء المزارع والإقامة فيها أو استثمارها من خلال تأجيرها للتنزه والاستجمام مثلما يحدث اليوم في ريف دمشق وحلب وإدلب وغيرهما من المحافظات السورية. وهذا التوجه لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة عدة عوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية، أهمها، البحث عن الهدوء والخصوصية بعدما ازدادت وتيرة الحياة وضغوطها في المدن، وأصبح كثير من الناس يحنّون للأجواء الهادئة والطبيعة الواسعة التي توفرها المزارع، التي تمنحهم شعوراً بالراحة وتجدد طاقتهم.

لم تعد المزارع مجرد مكان للسكن، بل أصبحت فرصة استثمارية واعدة، سواء عبر الزراعة أو تأجيرها للمناسبات والأنشطة السياحية. بالإضافة إلى ذلك هناك شريحة واسعة لديها رغبة في تجربة زراعة الخضراوات والفواكه أو تربية المواشي والدواجن، وهو ما يحقق نوعاً من الاكتفاء الذاتي ويعزز الشعور بالإنجاز.

بعد انتشار الأمراض التي تنتقل بالعدوى مثل الكورونا، أصبحت فكرة السكن في مناطق الريفية أقل كثافة سكانية أكثر قبولاً، حيث شعر الناس بأهمية المساحات الواسعة وتخفيف الاختلاط.

في السابق كان العيش في المزارع يعني صعوبة في تأمين الخدمات والاتصال، أما اليوم فتوفرت البنية التحتية من كهرباء واتصالات وإنترنت، ما جعل هذا الخيار أسهل وأكثر جاذبية.

الكل يخطط اليوم لامتلاك مزرعة هنا أو هناك بعيداً عن الضجيج، لهذا ينصح الدارسون قبل شراء مزرعة بتحديد الهدف؛ هل هي للسكن، أم للزراعة، أم للاستثمار؟واختيار الموقع بعناية ليكون قريباً من الخدمات والطرق الرئيسة، وتدقيق التراخيص والعقود النظامية لضمان سلامة الملكية. وتقدير تكاليف الإنشاء والتشغيل كالآبار، الأسوار، شبكات الري، الكهرباء وغيرها.

باختصار؛ التوجه نحو المزارع الريفية أصبح نمط حياة يختاره الكثيرون بحثاً عن الهدوء، والفرص الاستثمارية، وتحقيق التوازن النفسي. ومع تسارع التطور في الخدمات الريفية، يبدو أن هذا التوجه مرشح للزيادة في السنوات المقبلة، ولاسيما بعدما أصبحت العديد من المزارع في سوريا التي تعتمد في السابق على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل ووجهات سياحية تستقطب الزوار من أبناء الداخل والخارج ولاسيما خلال مواسم الإجازات والعطل.

Leave a Comment
آخر الأخبار