الحرية – نهى علي:
بدأت سوريا الدولة ببلورة الملامح الجديدة للدولة، التي ينتظر جميع العقلاء في هذا البلد أن تكون دولة وطنية جامعة..قادرة على كسر كافة محاولات الاجتزاء والتقسيم، فسوريا الواحدة في الواقع هي هدف كل مكونات الشعب السوري، ودور الدولة هو ترسيخ المفهوم الوطني الجامع.
وإن كثرت محاولات الاستفراد بأقاليم أو مناطق بعينها، وغالباً وفق أجندات و وصفات خارجية جاهزة تبقة إرادة السوريين بأغلبيتهم الساحقة، ترنو إلى وطن جامع مانع.
* د. اسمندر: قانون صريح يجرّم التمييز على أي أساس عرقي أوطائفي أو مناطقية
لذا تتجه الأنظار اليوم إلى الأسس التي سيتم إرساء الدولة عليها، وهنا قد نكون بحاجة إلى آراء الحكماء والمفكرين السوريين – وهم كثر – للوقوف في وجه مخططات إضعاف الدولة و إنتاج مسببات الضعف والوهن.
سوريا أولاً
فالخبير التنموي د. إيهاب اسمندر، يرى أنه و قبل كل شيء، يجب تقديم سوريا كوطن كامل ونهائي للسوريين، و استكمال مقومات الدولة في سوريا.. وهذا يتطلب إعداد دستور مقبول من الشعب، يضاهي دساتير أرقى الأمم، و
استكمال البنية القانونية للبلد وتعديل القوانين والتشريعات ذات الضرورة لضمان سير الأمور في سوريا بسلاسة.
*د. اسمندر: تشكيل جيش وطني من أبناء البلد بغض النظر عن أي اعتبارات جانبية
و يتطلع د. اسمندر في تصريح لصحيفتنا “الحرية” إلى تطوير هيئة برلمانية قائمة على مجلسين (مجلس الشيوخ، مجلس النواب) قادرين على تمثيل السوريين، وتحقيق تطلعاتهم في العيش بدولة متطورة آمنة.
تحديث المؤسسات
و يتطلع الخبير التنموي إلى تحديث المؤسسات السورية لتخدم قبل كل شيء المواطن السوري وتحقق مصالحه.. وإصدار قانون واضح وصريح يعتبر التمييز العنصري على أي أساس ديني أو عرقي أو طائفي أو مناطقي وما إلى ذلك، جريمة ويعاقب من يقوم بها.
* د. اسمندر: بناء سوريا المنيعة يحتاج جهود جميع أبنائها
كما أنه يجب اعتبار الكفاءة والمقدرة والسمعة المهنية والقيمية هي الأساس في تولي المناصب القيادية في الحكومة والدولة بدون أي اعتبار آخر.
جيش وطني
وربما يكون من نافل القول هنا ضرورة تشكيل جيش سوري وطني من أبناء البلد بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة.. وتشكيل جهاز قوى أمن داخلي وفق الأنظمة المعمول بها في الدول المتقدمة وبدون أي أبعاد لا وطنية.
أحزاب
يقترح د. اسمندر إصدار تشريع لإطلاق عمل الأحزاب وحظر أي أحزاب تقوم على العنف أو التمييز العنصري، ونسج علاقات مع معظم دول العالم قائمة على الاحترام المتبادل ومنع التدخل في شؤون الدول الأخرى.
حوار
ثم إطلاق مؤتمرات حوار على مستوى كل محافظة ويكون التمثيل فيها بالاختيار من قبل المواطنين (ترشيح وانتخاب، والآن أصبحت تكنولوجيا الاتصال تسمح بانتخابات إلكترونية دقيقة وشفافة ومجانية) يختار المواطنون فيها على مستوى كل ناحية وحي ومنطقة ومدينة من يمثلهم ليتحاوروا فيما بينهم ومع ممثلي الحكومة، بكل ما يشغل بالهم ويهمهم من شكل دولتهم ومستقبلها .
بناء الاقتصاد
أيضاً ينبغي – وفقاً للخبير التنموي – أن ندرك أن هناك ارتباطاً كاملاً بين الوطن السليم والاقتصاد السليم فكل الدول والأمم الراقية والمستقرة تنعم باقتصاديات متقدمة وقوية، لذلك يُعتبر بناء اقتصاد سوري قوي هو الأساس لبناء الدولة السورية القوية، والحقيقة أنه حتى الآن لا يوجد عمل متكامل على الجانب الاقتصادي، وربما يعود ذلك إلى أن معظم الإدارات الاقتصادية الحالية غير مؤهلة لمثل هذا المطلب.
ويختم اسمندر بأنه لا بد أن نعي كسوريين أن بناء سوريا المنيعة، يحتاج جهود الجميع وليس فقط الحكومة، وعليه نحن بحاجة إلى فرق عمل متكاملة على مختلف المجالات، تعمل بالتوازي مع بعضها البعض.