الفرنلق تنجو من النيران وتحمي كنوزها الخضراء بتشديد المراقبة والمنع التام للرعي

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران:

تثبت محمية الفرنلق قدرتها على الصمود في وجه الحرائق وتحافظ على كنوزها الخضراء بفضل إجراءات استثنائية شملت تشديد المراقبة وفرض منع تام للرعي داخل حدودها، ففي قلب الجبال الواقعة إلى الشمال من محافظة اللاذقية، وبين المنحدرات التي تكسوها الغابات المتوسطية النادرة، تواصل هذه المحمية حضورها البيئي رغم التهديدات المتكررة للنيران، وبين ألسنة اللهب التي حاولت التهام المساحات الخضراء مؤخراً، ما زالت تحتفظ بجوهرها الحيوي ومناطقها الأساسية، لتبقى شاهداً حيّاً على غنى التنوع الطبيعي في الساحل السوري.
مدير محمية الفرنلق المهندس سومر مريم أشار إلى أنّ المساحة الإجمالية للمحمية تبلغ 5360 هكتاراً، وهي تزخر بتنوع بيئي فريد يشمل النباتات المعمّرة، والطيور المقيمة والمهاجرة، إضافة إلى الزواحف التي تمثل مؤشراً دقيقاً على استقرار النظم البيئية.
أما بالنسبة للمساحات التي طالتها الحرائق فأكد مريم لصحيفتنا الحرية أنها قيد التحديد حالياً عبر فرق المسح الميداني، مبيناً أن المعاينة الأولية تشير إلى بقاء مساحات واسعة من المحمية بمنأى عن الأضرار، وعلى رأسها النواة الأساسية، وجبل العزر، ومنطقة التنزه التي تُعد مقصداً رئيسياً للزوار خلال أشهر الصيف.
وبين المهندس مريم أن الإجراءات المتخذة لحماية المحمية تضمنت في حال تكرار الحرائق تشديداً دائماً للمراقبة على أطرافها، وفرض منع كامل للرعي داخلها، لما يسببه من كوارث بيئية على عمليات التجدد الطبيعي، خصوصاً في المناطق التي طالتها النيران في السنوات السابقة والحالية.
وتظل محمية الفرنلق مثالاً حياً على أهمية الإرادة المؤسسية في حماية الإرث البيئي، وعلى الحاجة الملحة لتكامل الجهود الرسمية والمجتمعية من أجل صون هذا المخزون الطبيعي الذي يشكل رئة خضراء ليس فقط لمحافظة اللاذقية بل لسورية بأكملها.

Leave a Comment
آخر الأخبار