سعّرنا لهيبها

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- وليد الزعبي:
كلما نظرت إلى وجه من هم حولي هذه الأيام – وأنا بالتأكيد مثلهم- أجدها كحبة الشوندر الحمراء، كيف لا وموجة الحرّ العالية التي تمر بنا هذه الأيام تكاد تكون فريدة من نوعها، أو نادراً ما كانت تحدث بهذا المستوى مرتفع الشدة.
إن العوامل المساعدة على زيادة التأثير السلبي لمثل موجة الحرارة الحالية لا شك متعددة، وتعيد للأذهان ما فعلته أيدي ضعاف النفوس، حيث جردوا معظم غاباتنا الطبيعية ومواقعنا الحراجية من غطائها النباتي الأخضر، وذلك لهدف رخيص هو التربّح من وراء المتاجرة بالحطب، وكلنا يعلم مدى محاسن الأشجار لبيئتنا وصحتنا، حيث تعد رئات تنقي الهواء وتلطف الأجواء وتقلل من فعالية موجات الحر.
كذلك فإن لاختفاء معظم المسطحات المائية دوراً لا يُستهان به في زيادة التأثير السلبي لموجات الحرّ، ومثالها في درعا، اختفاء بحيرة المزيريب الشهيرة وزيزون، وكذلك حال عدد من السدود مثل سد درعا والسدود في الريف الشرقي، وخلو تلك المسطحات من أي قطرة ماء لم يكن فقط بسبب قلة الهاطل المطري، بل من فعل أيدي ضعاف النفوس أيضاً الذين استغلوا السنوات السابقة وقاموا بحفر آلاف الآبار العشوائية المخالفة، ولم يسلم حتى حرم الينابيع وتلك المسطحات منهم.
كما لم يرتدع غيرهم إلى اليوم عن هذا الفعل الخطير الذي يتسبب في تدهور مواردنا المائية واستنزاف مخزوننا الجوفي، وكلنا يعلم مدى الأثر البيئي الذي خسرناه بخسارة المسطحات المائية التي تلعب دوراً جوهرياً في تنظيم المناخ، حيث أخذت معالم التصحر ترخي بظلالها في بعض المناطق وزادت فعالية موجات الحرّ.
وأمام هذا الواقع غير السارّ أبداً نجد أنفسنا أمام مسؤولية كبيرة لتدارك استمرار التدهور البيئي بالتشاركية مع الجهات ذات العلاقة، وذلك من خلال إعادة ترميم الغطاء النباتي الأخضر، ولجم ظاهرة حفر الآبار المخالفة بأسرع ما يمكن.

Leave a Comment
آخر الأخبار