خسائر وتهديد للموسم الإنتاجي.. الزراعة في ريف اللاذقية تحت وطأة الحرارة الاستثنائية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران: 

تعرضت محافظة اللاذقية لموجة حر استثنائية فاقت في شدتها المعدلات المعتادة، فأثرت بعمق على الحقول والبساتين ومزارع الخضار والفواكه، حيث انعكست الحرارة المرتفعة على الأراضي الزراعية في ريف جبلة والقرداحة وبقية مناطق الساحل، و بدت المزروعات في حالة إنهاك، وأثمرت الأشجار بثمار صغيرة الحجم سابقة لموعد النضج، بينما فقدت كثير من الخضار لونها الطبيعي وتراجعت جودتها.

معاناة المزارعين

أبو نضال  أحد المزارعين في ريف جبلة ( الشراشير) أكد أن حرارة هذا الصيف فاقت كل ما اعتادوه في المواسم السابقة، إذ تحولت البيوت البلاستيكية إلى غرف خانقة تفتقر إلى أي وسيلة تهوية،ما أدى إلى ذبول المزروعات قبل أن تبلغ مرحلة الإنتاج.

خبير اقتصادي: الموجة الحارة  إنذاراً واضحاً لضرورة الاستثمار في بنى تحتية زراعية متكيفة مع التغير المناخي

وأوضح العم أبو نضال لصحيفتنا الحرية أن الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي حرمه من تشغيل المراوح ومضخات المياه، الأمر الذي اضطره إلى تقليص فترات الري والاعتماد على نقل المياه من مسافات بعيدة بكلفة أثقلت كاهله.

أمراض فطرية

وفي قرية أخرى من ريف القرداحة( بكراما)  تحدث أبو علي وهو مزارع يعمل في زراعة الطماطم والفاصولياء الخضراء عن معاناته مع التربة التي جفّت بسرعة تحت تأثير الحر، مبيناً أن المزروعات فقدت الرطوبة الضرورية لنموها، أيضآ تساقطت الأزهار قبل عقد الثمار، مشيراً إلى أن  تراكم الرطوبة داخل البيوت البلاستيكية القريبة من الساحل أدى إلى تفشي الأمراض  التي أتلفت جزءآ كبيرآمن محصوله. مبيناً أن هذه الخسائر المتلاحقة تهدد مصدر رزقه الوحيد، وتجعله في حاجة ماسة إلى دعم عاجل يحول دون خسارة الموسم كاملاً.

خسائر زراعية

وفي السياق نفسة بين المهندس ازدشير العلي اختصاصي في علوم الزراعة أن موجات الحر الحادة تضر بالمحاصيل عبر التأثير المباشر على التمثيل الضوئي، ورفع معدلات تبخر الماء من التربة والنبات، بالإضافة إلى إضعاف قدرة المزروعات على مقاومة الأمراض.

وشدد العلي على ضرورة اعتماد تقنيات جديدة للتهوية والتبريد في البيوت البلاستيكية، إلى جانب تطوير أنظمة ري حديثة قادرة على ترشيد استهلاك المياه وضمان وصولها في الأوقات الحرجة.

الأثر الاقتصادي

من جانبه أكد  الخبير الاقتصادي في جامعة اللاذقية الدكتور علي ميا ” للحرية  ” أن هذه الظروف المناخية الاستثنائية ستترك أثراً ملموساً على السوق المحلية من خلال ارتفاع الأسعار نتيجة نقص المعروض من المنتجات الزراعية، لافتاً إلى أنها ستؤثر سلبآ على فرص التصدير التي تعتمد على جودة المنتج واستقراره.

ورأى الدكتور ميا  أن التدخل العاجل لدعم المزارعين، سواء بتأمين مستلزمات الإنتاج أو بتخفيف أعباء الطاقة والمياه، يعد شرطاً أساسياً لحماية الموسم الزراعي من الانهيار.

إنذار مناخي

وتشكل هذه الموجة الحارة إنذاراً واضحاً لضرورة الاستثمار في بنى تحتية زراعية متكيفة مع التغير المناخي، تضمن استدامة الإنتاج وتوفر الأمن الغذائي، وتحافظ على مصدر رزق آلاف الأسر العاملة في زراعة الخضار والفواكه في محافظة اللاذقية.

Leave a Comment
آخر الأخبار