الحرية- ميسون شباني:
كانت اللوحات العاريات ترفض من معظم المعارض، ومن ضمنها المعارض الجماعية التي نظمتُ وأقيمت في سوريا خلال العقد الأخير، وبتاريخ 14-8-2025 أصدر الدكتور فؤاد دحدوح عميد كلية الفنون الجميلة بدمشق؛ القرار رقم 25 الذي ينبه من خلاله (السادة رؤساء الأقسام) في كلية الفنون الجميلة بالمتابعة والإشراف على أعمال التخرج ” بما يتماهى مع ثوابتنا الأخلاقية والمجتمعية وعدم السماح بتشكيل أعمال تتعلق بالموديل العاري في أعمال النحت والتصوير والحفر”، ويحذّر في نهاية الكتاب من أن “أي مخالفة ينال الطالب علامة الصفر”..
دحدوح : عدم السماح بتشكيل أعمال تتعلق بالموديل العاري يتماهى مع ثوابتنا الأخلاقية والمجتمعية وأي مخالفة ينال الطالب علامة الصفر
* عن القرار
هذا القرار لاقى جدلاً واسعاً منذ إصداره إلى الآن في الوسط الثقافي السوري، ما اضطر الدكتور فؤاد دحدوح عميد كلية الفنون الجميلة لإصدار توضيح أكد فيه أنه لا يوجد أساساً موديل عارٍ في كلية الفنون منذ عام ١٩٧٤، وجاءت توجيهات السيد معاون وزير التعليم العالي هذا العام بمنع الموديل العاري في مشاريع التخرج تأكيداً على قرارات اتخذت منذ عقود خلت من ناحية، ومن ناحية أخرى نزولاً عند رغبة العديد من أهالي الطلاب الذين تقدموا بطلبات وكتب مسجلة لدينا بعدم التعامل مع الموديل العاري في مشاريع تخرج أبنائهم هذا العام. وتساءل د.دحدوح: أين الضرر بذلك إذا كان الأمر يتعلق بموروثنا الأخلاقي وتؤكده رغبة أهالي هؤلاء الطلبة؟ هل سينكفىء ويتراجع الفن في سوريا؟.. والسؤال الأهم هنا – يضيف – هل أظهر لي ولغيري ممن تطاول وجاهر دفاعاً عن حرية التشكيل رسماً صحيحاً لأصبع فقط ، وعليه فإنني لا أرى مبرراً لهذه الهجمة والتي هي من أنظمة المعهد وتم اصدار قرارات المنع فيها للموديل العاري منذ عام ١٩٧٤.
*عن التبعات
من جهته أشار الناقد والفنان التشكيلي أديب مخزوم إلى أن موضوع العاريات كان شبه غائياً عن مشاريع التخرج بكلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وعلى سبيل المثال حمل مشروع تخرج الطالب عبد الله صالومة، منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، عنوان: (التناقض المنسجم) وتركزت لوحات المشروع على الجسد نصف العاري، ولو كان قدمه (بعد صدور القرار الأخير المثير للجدل والخلاف الحاد) كان حاز علامة الصفر، رغم أن صالومة من أقوى الفنانين في الرسم الأكاديمي والواقعي، وهو متخصص في رسم الأجساد والوجوه، ويعمل في التدريس الفني بكلية الفنون منذ سنوات طويلة.
ويذكر مخزوم أن الذي منع عام 1974 هو الموديل العاري الحي، أو الحقيقي، الذي كان موجوداً منذ تأسيس كلية الفنون عام 1969 .
بدوره يرى الفنان التشكيلي اسماعيل الشيخوني أنّ مدرسة الباوهاوس لم تعتمد في نهجها على وجود مادة رسم الجسم العاري، مدرسة سانت مارتينز لم تعتمدها كذلك، مدرسة دو ستايل كذلك، وبرأيه كلية الفنون الجميلة في سوريا كيان رسمي له كل الحق بتحديد المناهج التي يرغب باعتمادها، وكل كيان أكاديمي له الحق بتحديد متطلبات ومحاذير لمخرجاته سواء كانت سياسية أو اخلاقية أو عرفية..