الفنانة التشكيلية صفاء عبد المجيد.. بين التجسيد الواقعي والتشكيل الرمزي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – هويدا محمد مصطفى:
في لوحاتها، تسعى الفنانة صفاء عبد المجيد إلى تحقيق رغبة بارزة في إطلاق الشكل نحو التجريد بطريقة رمزية خيالية، أحياناً تتأرجح بين مستوى التلميح لمساحات المشهد وأبعاده الداخلية. فالرسم عندها ما هو إلّا تخطيط تلقائي للخواطر والرؤى والتصورات المستمدة من الواقع، وهذا يشكل اقتراباً أحياناً من الأجواء التعبيرية، من خلال تحميل اللمسات اللونية وتقنية التفاعل الوجداني في آن واحد. فاللوحة تعكس إيقاعاً بصرياً عبر رؤية تكشف روح الحركة الفنية لدى الفنانة.

التقت صحيفتنا الحرية بالفنانة التشكيلية صفاء عبد المجيد، وكان لنا معها هذا الحوار:

*_كيف تقدم الفنانة التشكيلية صفاء عبد المجيد نفسها للمتلقي؟
**_ترعرعتُ وسط عائلة فنية؛ جدي خطاط وشاعر، وأعمامي خطاطون، والدي خطاط وشاعر، وأختي الفنانة التشكيلية سناء عبد المجيد. بدأت منذ الطفولة، برسم الطبيعة، الشخصيات الكرتونية، الأزهار والطبيعة الصامتة. وبعدها درست في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، وتخرجت عام 2008، وبعدها عملت أول معرض فردي في 2010 في المركز الثقافي- أبو رمانة. أقدم نفسي من خلال تجسيد أفكاري، ومن خلال الذاكرة البصرية التي أعتمد تلقائياً عليها في رسم اللوحة. فالعقل إرث كبير تتراكم فيه آلاف الصور والمشاهد؛ يمكنني تصويرها ورسمها على مساحة محدودة الأبعاد، ويمكن للمتلقي أن يتذوقها.

*_كيف كانت بدايتك بعالم الفن؟
**_كانت بداياتي بعالم الفن محصورة في رسم الشخصيات الكرتونية والورود والطبيعة، وتطورت وأصبحت بلا حدود.

*_هل تنتمي أعمالك لمدرسة فنية معينة؟ وهل برأيك يجب على الفنان أن يتقن جميع المدارس الفنية؟
**_يجب على الفنان أن يدرس كل المدارس الواقعية، والانطباعية، والتكعيبية، والتجريدية، والتعبيرية، والسريالية… وبعد ذلك يتجه للمدرسة التي يجد نفسه فيها، على أن يراعي التكوين اللوني والخطي والتقنية للوحة.

*_ما اللوحة التي تجسد وجودك كأنثى وتحاكي عالمك؟
**_اللوحة الكبيرة، لأن المساحات الواسعة تشعرني بأريحية في العمل، وتترجم ما يدور في داخلي على سطح اللوحة من دون دراسة مسبقة.

*_ما العلاقة التي تربط بين اللوحة بالألوان واللوحة بالكلمات برأيك؟
**_اللوحة بالألوان هي تعبير من خلال الألوان. إذا كان بداخلك حزن، الألوان تترجم الحزن لاشعورياً، فأتجه إلى الألوان الباردة الحزينة. وإذا كنت سعيدة وفرحة، فلاشعورياً أتجه إلى الألوان المشرقة التي تعبّر عن الأمل والفرح. أما اللوحة بالكلمات، فهي تصدر بشكل مباشر على اللوحة.

*_تقنية استخدام الألوان وعلاقتها بنجاح اللوحة، وما هي الألوان التي تستخدمينها؟
**_لنجاح اللوحة، يجب أن ترتكز على أهم عناصر وهي اللون والخط والتقنية. أنا أعالج اللون جيداً، وأمزجه بشكل صحيح على الباليت، وأعرف كيف أوظفه بتقنية ما. وأحب أن أستعمل ألوان الأكريليك، وأحياناً الألوان الزيتية.

*_هل تأثر الفن بالظروف الراهنة، وهل من رسالة عبر فنك؟
**_طبعاً، تأثر الفن بظروف الحرب؛ الفنان يتأثر أكثر. أحاول أن تكون ألواني كلها فرح، لكي أعطي أملاً نحو المستقبل المشرق. وأحب أن أرسم وأعبر بلوحاتي برسم المرأة، لأن المرأة لعبت في الحرب دوراً مهماً جداً. أخذت دور الأم والأب بغياب زوجها، وجابهت الظروف والصعاب، وظلت صامدة. المرأة نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله.

*_النقد وأثره على أعمالك، وماذا حقق لك النقد التشكيلي؟
**_النقد مهم جداً للفنان؛ يجب أن يسمع آراء شريحة كبيرة من النقاد. كانت أعمالي يسود فيها حزن دفين دائماً، وتعلمت من النقد أن أخرج من الألوان الباردة، وأرسم الأمل والشروق. وبفضل الله، حاولت أن أخرج من هذه المرحلة بنجاح، وأصبحت أرسم الألوان المشرقة التي تشعر المتلقي بالأمل نحو مستقبل مشرق.

*_ما هي اللوحة التي لها وقع خاص في نفسك؟
**_رسمت التجريد مع التعبير بالحروفية واللعب باللون، حتى شعرت أني أعزف سيمفونية جميلة. هذه المرحلة كانت أجمل المراحل عندي. وهذه الأعمال حققت نجاحاً كبيراً عند السياح والأجانب في ألمانيا، وإسطنبول، وقبرص، وإيطاليا، حيث تتواجد لوحاتي في هذه الدول.

Leave a Comment
آخر الأخبار