“عيد التجلي بيقول للصيف ولّي” عندما تتكلم الأمثال بلغة المناخ

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – باسمة إسماعيل:

يوجد تقاطع لافت بين الموروث الشعبي والعلم العلمي، يصادف تاريخ 19 آب من كل عام ما يعرف شعبياً بـ “عيد التجلي”، وهو عيد ديني يحتفل فيه المسيحيون بظهور السيد المسيح، لكنه في الذاكرة الشعبية يحمل أيضاً دلالة مناخية عميقة، تختصرها العبارة المتوارثة “عيد التجلي بيقول للصيف ولّي”. اي اذهب

ولفهم الخلفية العلمية لهذا القول، أوضح الدكتور رياض قره فلاح، أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافية – جامعة اللاذقية، أن هذه الفترة من العام تمثل نقطة تحول حرارية دقيقة، تعرف بيوم “التعادل الإشعاعي”، وهو اليوم الذي تتساوى فيه كمية الإشعاع الشمسي المكتسبة مع كمية الحرارة المفقودة من الأرض.وذكر د. قره فلاح في تصريحه لصحيفتنا “الحرية”، أن العام يقسم حرارياً إلى نصفين، النصف الأول من 20 شباط وحتى 19 آب، تكتسب فيه الأرض حرارة أكثر مما تخسر، أما النصف الثاني من 20 آب وحتى 19 شباط، تبدأ الأرض فيه بخسارة حرارتها تدريجياً.

الاشعاع الشمسي

وأضاف: في يوم 19 آب تحديداً، يتعادل الميزان الحراري، ومنه تبدأ الأرض بخسارة الإشعاع الشمسي الذي اكتسبته في الشهور الماضية، وهذا لا يحدث بشكل فوري، لكن الليل يبدأ بالاعتدال تدريجياً، ليصبح مع نهاية آب وبداية أيلول أكثر
لطفاً، خاصة بعد شهور تموز وآب اللاهبة.

وعي مناخي

ويرى د. رياض أن رصد القدماء لهذه الظاهرة بدقة، وتسجيلها في ذاكرة الأمثال الشعبية، يدل على وعي مناخي مبني على الملاحظة والخبرة الطويلة، وهو ما تجسده العبارة المأثورة “عيد التجلي بيقول للصيف ولّي”، التي لم تكن مجرد قول، بل خلاصة تجربة ومراقبة لتغيرات الطبيعة والفصول.

هكذا، يجتمع العلم والفلكلور في لحظة واحدة، حيث يعلن عيد التجلي عن بداية نهاية الصيف، لا تقويمياً فقط، بل حرارياً أيضاً، في تناغم بديع بين الأرض والشمس، والإنسان ومعرفته.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار