“الآثار البيئية لحرائق الغابات في سوريا وطرق نشر الوعي البيئي” في ثقافي المزة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – ميسون شباني:

أقامت مديرية البيئة في محافظة دمشق بالتعاون مع مؤسسة “مناخنا” مساء أمس في المركز الثقافي بالمزة ندوة بعنوان “الآثار البيئية لحرائق الغابات في سوريا وطرق نشر الوعي البيئي” بإدارة الإعلامي سامر الشغري وبحضور عدد من الخبراء والمهتمين بالمجال البيئي.

أزمة جفاف متصاعدة

وأكد المهندس أحمد الزيدان، مدير مديرية البيئة في دمشق، في مداخلته ضمن الندوة أن سوريا كانت قبل سنوات تملك سهولاً خضراء تزخر بالحياة وترتوي من الأمطار، بينما اليوم تواجه أزمة جفاف متصاعدة تهدد الأراضي الزراعية والأمن الغذائي. وشرح الزيدان مؤشرات الجفاف المعياري (SPI) ونقص الأمطار النسبي (RDI) التي تظهر زيادة مستمرة في موجات الجفاف، مع انخفاض معدلات الأمطار السنوية بأكثر من 30% في بعض المناطق وارتفاع في درجات الحرارة، ما أدى إلى تقلص المساحات الزراعية وهجرة السكان.
وأشار الزيدان إلى أن 90% من الأراضي الزراعية السورية مهددة بالجفاف المتكرر، وأن آلاف العائلات تركت قراها بسبب جفاف الأرض، مضيفاً: إن التغير المناخي يزيد من تفاقم الأزمة ويهدد الأمن الغذائي وسبل العيش الريفي.
وأكد الزيدان أن الجهل البيئي هو العدو الأكبر للغابات في الوقت الحالي، معتبرًا أن التشجير العشوائي بأنواع نباتية دخيلة مثل الأوكاليبتوس والباولونيا يشكل خطراً كبيراً على الموارد المائية والتنوع البيئي، داعياً إلى الاعتماد على النباتات المحلية مثل الصنوبر والسنديان التي تعزز تجدد الغابات بشكل طبيعي ومستدام.

أهمية الإعلام البيئي

من جهته، أوضح محمد سمير طحان، أمين سر مجلس مؤسسة “مناخنا”، عبر مداخلته أن الإعلام البيئي لعب دوراً حيوياً في مواجهة حرائق الغابات، مشيراً إلى أن الصيف الحالي شهد موجة حرائق واسعة دمرت أكثر من 16000 هكتار وتسببت في نزوح آلاف المواطنين، وأكد طحان أن الإعلام الرسمي شهد تطوراً إيجابياً خلال موجة الحرائق، لكنه أوضح ضرورة تعزيز الإعلام البيئي المتخصص عبر تأسيس منصات إعلامية بيئية، وتدريب الصحفيين، وزيادة الشفافية، والتنسيق بين الجهات المعنية، كما طرح مجموعة من التوصيات لتفعيل الإعلام البيئي في سوريا لتعزيز الوعي المجتمعي وحماية البيئة.

نشر الوعي البيئي

وأكد فوزي السابق، عضو مجلس أمناء مؤسسة “مناخنا”، في تصريح لصحيفة “الحرية” أن نشر الوعي البيئي يعد هدفاً رئيسياً للمؤسسة، حيث تُنظم فعاليات مستمرة بالتعاون مع مديرية البيئة للوصول إلى شرائح واسعة وتعزيز ثقافة بيئية مستدامة.

العمارة الصديقة للبيئة

كما شددت ورود إبراهيم في مداخلتها خلال الندوة على أهمية إحياء نظم الري التقليدية مثل السواقي والنواعير واستثمار ينابيع المياه العذبة في البحر، وضرورة تبني العمارة الصديقة للبيئة في خطط إعادة الإعمار.

ضرورة تكاتف الجهود

بدوره أكد جود الدمشقي، رئيس مؤسسة “المئة التنموية”، على الدور الحيوي للشباب في العمل التطوعي البيئي ونشر الثقافة البيئية وتحويلها إلى ممارسات يومية تساهم في تحسين الواقع البيئي السوري.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن حرائق الغابات تشكل تهديداً بيئياً واجتماعياً حقيقياً تستدعي تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية والإعلامية للحد من آثارها السلبية، مع التركيز على نشر الوعي البيئي والتخطيط المستدام للحفاظ على الغطاء النباتي في سوريا.

Leave a Comment
آخر الأخبار