معرض دمشق الدولي محاولة لإعادة ربط البلاد بالأسواق الإقليمية والدولية وجذب الاستثمارات

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- ثناء عليان:
أكد عميد كلية الاقتصاد في جامعة اللاذقية الدكتور عبد الهادي الرفاعي، أن إقامة معرض دمشق الدولي في الوقت الحالي في دورته الثانية والستين بمشاركة ١٥ وزارة و٢٠ دولة، هو حدث كبير ذو دلالات اقتصادية وسياسية واجتماعية مهمة لسورية.

بدء التعافي

وبرأيه فإن المعرض إشارة على بدء التعافي واستعادة الاستقرار النسبي، وخاصة أنه يُعد أحد أبرز الفعاليات الاقتصادية في سورية منذ عقود، وإقامته بشكل منتظم (بعد أن توقف الفترة الماضية) تهدف إلى إرسال رسالة داخلية وخارجية، مفادها أن البلاد بدأت تستعيد شيئاً من الاستقرار وتشق طريقها نحو التعافي الاقتصادي، رغم كل التحديات.

كسر طوق العزلة

وبحسب الرفاعي فإن المعرض يسعى إلى كسر طوق العزلة المفروضة على سوريا، فهو محاولة لإعادة ربط البلاد بالأسواق الإقليمية والدولية، وجذب الاستثمارات، ودعم الاقتصاد المحلي وتحفيزه، ويعد المعرض منصة حيوية للشركات السورية (العامة والخاصة) لعرض منتجاتها، والتواصل مع العملاء، وتوقيع عقود جديدة، هذا الأمر حيوي لاستمرار عجلة الإنتاج في القطاعات الصناعية والخدمية.

خطوة لتحفيز الحركة الاقتصادية

وعن تأثير المعرض وانعكاسه على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يؤكد الرفاعي أن إقامة المعرض تعد خطوة لتحفيز الحركة الاقتصادية، حيث يؤدي المعرض إلى زيادة الطلب على الخدمات اللوجستية، والنقل، والفنادق، والمطاعم، ما ينعش القطاع الخدمي ويولّد دخلاً للعاملين فيه، كما يفتح أسواقاً جديدة للصناعة المحلية، حيث يتيح للصناعيين السوريين فرصة لقاء شركاء جدد، وتصدير منتجاتهم، ما يدر عملة صعبة ويخفف من حدة أزمة القطع الأجنبي.

علامة على الحياة

ويسهم المعرض في نقل التكنولوجيا والمعرفة من خلال التواصل المباشر مع شركات أجنبية للشركات المحلية، للاطلاع على أحدث التطورات التكنولوجية والصناعية، ما قد يسهم في تطوير عملياتها وإنتاجها.
كما يؤمن فرص عمل مؤقتة، إذ تتطلب إقامة المعرض وتشغيله أيدي عاملة في التنظيم، والبناء، والأمن، والخدمات، ما يوفر دخلاً مؤقتاً لعدد من الأسر، ويرفع من معنويات المجمتع، حيث يظهر كعلامة على الحياة والعمل والنشاط الاقتصادي في خضم الصعوبات.

تعزيز التوازن الاقتصادي

وبيّن الرفاعي دور المعرض في تعزيز التوازن الاقتصادي من خلال تقليل الفجوة بين الواردات والصادرات، ودعم الإنتاج المحلي، ودعم الصادرات، إذ يُعد منصة تسويقية رئيسية للصادرات السورية (كالمنسوجات، المواد الغذائية، المنتجات الكيماوية، الأدوية)، وزيادة الصادرات تعمل مباشرة على تحسين الميزان التجاري وتقليل العجز فيه.

جذب الاستثمارات

ووفقاً لرفاعي فإن للمعرض دوراً في الاستعاضة عن الواردات، لأنه يشجع على عرض بدائل محلية للمنتجات المستوردة، ما يشجع المستهلكين والشركات على الشراء من السوق المحلية، ويحفظ العملة الأجنبية، ويساعد على جذب الاستثمارات، وجذب مستثمرين أجانب لإقامة مشاريع في سورية (إعادة إعمار، صناعة، خدمات). هذه الاستثمارات تُنشئ صناعات محلية جديدة تُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الجزئي، تؤمن فرص عمل دائمة، ما يعيد توازناً للاقتصاد المعتمد على الاستيراد.

فتح قنوات تسويقية

ويختتم عميد كلية الاقتصاد في جامعة اللاذقية مؤكداً أن معرض دمشق الدولي هو أكثر من مجرد فعالية اقتصادية؛ فهو رسالة سياسية، تأثيره الإيجابي موجود ويتركز في تنشيط الاقتصاد المحلي، وفتح قنوات تسويقية إقليمية، وتعزيز الروح المعنوية، وخطوة على طريق طويل وشاق لإعادة بناء الاقتصاد الوطني، نجاحه الحقيقي يقاس بحجم العقود الموقعة وحجم الاستثمارات التي يجذبها على أرض الواقع بعد انتهاء فعالياته.

Leave a Comment
آخر الأخبار