الحرية – آلاء هشام عقدة:
أطلقت الغرفة الفتية الدولية – اللاذقية (JCI Lattakia) بالتعاون مع جامعة المنارة مشروعاً بيئياً طموحاً بعنوان “Urban Bloom”، استُهل بمسابقة لتصميم مستدام ومبتكر لدوار هارون، أحد أكثر المعالم المشهورة في مدينة اللاذقية.
رؤية خضراء منسية تبعث من جديد..
مديرة المشروع في الغرفة الفتية نور سلمان، أوضحت لـ”الحرية” أن الهدف من هذه المسابقة هو إعادة إحياء دوار هارون وتحويله من مساحة منسية إلى نقطة جذب بصري وبيئي، من خلال تصاميم مستدامة تراعي الهوية البصرية للمدينة، وتجمع بين الجمال والوظيفة البيئية.
وأضافت إن المسابقة استقطبت سبعة مشاركين من بينهم فريقان جماعيان، وقد تم تقييم التصاميم من قبل لجنة تحكيم مختصة، بناء على معايير هندسية واستدامية محددة.
هوية معمارية من قلب اللاذقية..
فاز بالمركز الأول فريق AWF، المكون من المهندسة فاطمة عبدو، الطالب عبد الرحمن الحاج حسن، والمهندسة وصال زهران، الذين قدموا تصميماً مستوحى من أمواج البحر، ليعكس الطابع الساحلي للمدينة ويمنح دوار هارون هوية جديدة.
وقالت المهندسة فاطمة عبدو في تصريحها لـ”الحرية”: دوار هارون اليوم لا يحمل أي علامة تميز المدينة أو تعكس هويتها البصرية، لهذا صممنا معلماً يمكن أن يصبح رمزاً حقيقياً للاذقية.
الشاهين والطاقة الشمسية..
وأضافت: يتضمن التصميم الفائز عنصراً بصرياً أيقونياً يتمثل في مجسم من البرونز لطائر الشاهين – رمز سوريا الحالي – مثبت على قرص معدني دوار، ما يمنحه حركة ديناميكية تعكس القوة والحرية.
وتابعت: حرص الفريق على استخدام نباتات محلية مقاومة للجفاف مثل الهيبسكوس، الزعتر البري، والأقحوان، مع توزيع أنيق يمنح تنوعاً لونياً وحساً طبيعياً دون استهلاك مفرط للمياه.
وأشارت إلى أنه تم إدخال تقنية الزهرة الشمسية التي تتبع حركة الشمس وتولد طاقة ذاتية، إلى جانب نظام لجمع مياه الأمطار لأغراض الري، ما يجعل المشروع صديقاً للبيئة بالكامل.
الثقافة البيئية..
ولفتت فاطمة إلى أن التصميم لم يغفل الجانب التوعوي، حيث تم تخصيص شاشات عرض بيئية صغيرة داخل الدوار، لعرض رسائل تحث على النظافة والوعي البيئي، ما يعزز من الدور الثقافي للمكان إلى جانب وظيفته الجمالية.
من المخطط إلى التنفيذ…
مديرة المشروع نور سلمان أكدت أن الخطوة التالية بعد انتهاء المسابقة، ستكون السعي لإيجاد جهة راعية لتمويل تنفيذ التصميم على أرض الواقع، مشددة على أن رعاية المشروع لا تقتصر على تقديم فرصة للشباب، بل هي التزام بتحقيق رؤية مدينة صحية وخضراء.
وتابعت: قد حصل على المركز الثاني المصممة شراع محمد حكيم، فيما نال عمرو نبيل صعيدي المركز الثالث.
هذا المشروع أكثر من مجرد إعادة تصميم لدوار، بل هو دعوة لإعادة التفكير في الفضاءات العامة، وتحويلها إلى مساحات نابضة بالحياة، تستحقها اللاذقية وأهلها.