شفافية العمل الخيري

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- علّام العبد:
تساءل كثيرون عن الأسباب الكامنة وراء تراجع وإخفاق العمل الخيري والإنساني في هذه المدينة أو تلك، في حين نجح وحقق نتائج إنسانية باهرة في مدينة أو منطقة أخرى؟
إن نجاحات العمل الخيري والإنساني في مدينة أو منطقة ما، ترجع إلى الشفافية، والثقة المتبادلة، والاستدامة عبر الوقف الخيري، والمبادرات الفعّالة التي تلبي الاحتياجات الأساسية مثل الإغاثة في الكوارث وتوفير الغذاء والرعاية الصحية في المقابل، قد تفشل هذه الأعمال بسبب غياب الشفافية، وانعدام الثقة، وضعف إدارة الموارد، أو عدم ملاءمة المساعدات لاحتياجات المستفيدين الفعلية.
ومن عوامل نجاح العمل الخيري والإنساني وضوح الهدف والرؤية ، فالصراحة والصدق في العمل يسهمان في كيفية إدارة الأموال والتبرعات والاستحواذ على ثقة المتبرعين، ما يشجعهم على الاستمرار في دعم القضايا الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك استخدام أدوات مثل الوقف الخيري الذي يضمن الاستدامة والتأثير طويل المدى، حيث تُستخدم عوائده لدعم مشاريع تنموية وتحسين جودة الحياة.
ويجب ألّا نغفل دور المنصات المجتمعية والمؤسسات الخيرية فهي الأخرى تقوم بعمل إيجابي من خلال تسهيل عملية العطاء وتشجيع المشاركة المجتمعية، مما يزيد من فعالية العمل الخيري.
وإذا ما تحدثنا عن العوامل التي أدت إلى إخفاق العمل الخيري والإنساني نجد أن غياب الشفافية وعدمها في إدارة الأموال يؤدي إلى فقدان ثقة المتبرعين والشكوك حول نزاهة هذا الناشط أو تلك الجمعية، ما يقلل من قدرتهم على جذب التمويل.
وضعف الثقة والمصداقية يُمكن أن يفقد ثقة المجتمع في الجمعيات والمبادرات الخيرية بسبب عدم الإفصاح عن البيانات أو التقارير المالية المنتظمة، ما يُضعف قدرتها على تحقيق أهدافها.
باختصار؛ بات يُلاحظ أن العديد من المبادرات والأنشطة الخيرية والإنسانية تظهر لفترة زمنية قصيرة ومن ثم تختفي بسرعة بعدما تكون قد حصدت بعض الأضواء الإعلامية والمكاسب المجتمعية ، مثل هذه المبادرات تعتمد على الدعم الطارئ أو الموسمي من دون وجود خطط استدامة، ما يؤثر على استمرارية الخدمات المقدمة للمحتاجين، وفي بعض الأحيان، قد لا تتناسب المساعدات المقدمة مع احتياجات المستفيدين الفعلية، مما يقلل من فعالية العمل الخيري كما يؤدي سوء الإدارة ونقص الكفاءة في التعامل مع الموارد إلى إضعاف العمل الخيري وتقليل أثره.

Leave a Comment
آخر الأخبار