الحرية- هبا علي أحمد:
خلال التجوال في جناح وزارة الاقتصاد والصناعة، ضمن معرض دمشق الدولي بدورته الـ٦٢ تنجذب تلقائياً إلى قلب الجناح، حيث يوجد معرض الابتكار والاختراع، تطالعك وجوه شابة في مقتبل العمر تستعرض ابتكاراتها بفخر وثقة، وأخرى خبرت الحياة وتجاربها، لكنها تشترك بالتميز والابتكار.
وهنا تطمئن ولاسيما أننا في مرحلة الإعمار- فإن كان الدمار يحتاج سنوات لإعادة إعماره، تجد أن عقل الشباب السوري غني معمّر خلاق ومبدع تجاوز المراحل والتحدّيات والصعاب وحاضراً ليكون جزءاً من البناء والتعمير وفي شتى المجالات، وليس غريباً أن يكون معرض الابتكار في قلب الجناح، لأن العقول هي شريان عملية الإعمار بكافة مجالاتها.
تسريع التئام الجروح
تتحدث الباحثة المهندسة، راما محمد شاهين اختصاص هندسة طبية، الحاصلة على براءة اختراع عن اختراعها (جهاز لتسريع التئام كسور العظام) لـ”الحرّية”: بدأت الفكرة مع انتقال العقول إلى خارج البلاد للبحث عن فرص تناسب قدراتها، ومع المرحلة الجديدة كان لا بدّ من المساهمة واستخدام العقول في إعمار البلد لأن أساس إعمار البلد هي عقول سوريّة أثبتت كفاءتها، من هنا كان لا بدّ من إبراز اختراعي بما يصب في خدمة البلد.
وعن الاختراع أضافت شاهين: الجهاز جديد وفريد من نوعه في سوريا، تقوم فكرته على تسريع التئام كسور العظام بالأمواج فوق الصوتية باستخدام متحكم شامل، يعمل على تسريع الاندمال بنسبة 57 %، فالكسور تحتاج عادة إلى شهر ونصف للاندمال، مع استخدم الجهاز بشكل يومي يندمل الكسر خلال 3 أسابيع من دون وجود أي وزمة أو تحديد بالحركة.
يعمل الجهاز عن طريق فتح طاقة في الجبصين في مكان الكسر ونضع البروك عن طريق جلسات يتلقاها المريض بشكل يومي لمدة نصف ساعة، كما يعمل على تحفيز اندمال الكسر عندما يكون الكسر يعاني من تأخر بالاندمال، من خلال تحفيز الدورة الدموية حتى لو كان الكسر من سنتين أو أكثر، حيث يعود المريض إلى حياته الطبيعية، كما يساعد على علاج نقص الكثافة العظمية الذي يعانيها الشخص مع تقدمه في العمر، مع إخفاء الوزمة بعد فك الجبصين من خلال تحفيز التروية الدموية.
وأشارت الباحثة إلى أن الجهاز موجود منذ سنتين في مشفى ابن النفيس، وهو جهاز متنقل يمكن نقله إلى أكثر من مشفى، وجميع مكونات الجهاز مستوردة من الخارج.
التشييد السريع
بدوره المهندس إلياس جورج سليمان ، الحائز على براءة اختراع عن اختراعه (بلوك التشييد السريع لإنشاء جدران مسبق الصنع بوساطة مكبس معدل) يستعرض ميزات الاختراع ويُلخصها على النحو التالي: بلوك معزول للتقليل من الفاقد الحراري، له سطح داخلي أملس لتقليل أعمال الإكساء الداخلي للمباني، ويوفر العمالة والزمن إلى جانب شكل خارجي جذاب وواقٍ من العوامل الخارجية وأشعة الشمس.
وأضاف سليمان: الفكرة بدأت من ملاحظتي لطريقة البناء المتبعة في سوريا، كما اطلعت في دبي على طريقة البناء، حيث انتبهت إلى وجود هدر وقت بطريقة البناء، وحاجة إلى عمالة ماهرة متخصصة بطرق البناء، ولديهم مشاكل في هذا الأسلوب، فظهرت فكرة أن نأخذ جزءاً من اللوح ونجمعه مسبقاً ونعطيه بشكل جاهز للمستهلك للتركيب ، حيث يتم تصنيع كل قطع الجدار مسبقاً في المعمل وتذهب مباشرة إلى التركيب، ومع الزمن حينما تصبح لدينا شركات إعادة إعمار تستثمر على مدى واسع، ستحتاج هذا الاختراع، لأن عامل الزمن مهم لديها وهذا الاختراع يوفر عليها الزمن ويدفعها للذهاب إلى مشاريع أخرى.
.. وعلى مستوى الجمعيات يختصر هذا الاختراع عليها الوقت، مع الإشارة إلى أن مواد الاختراع كلها أولية وموجودة في السوق المحلية، كما يلقى الاختراع اهتماماً من قبل وزارة الاقتصاد و الصناعة.
عصا المكفوفين
سنا الزير ابنة الستة عشر عاماً، طالبة في صف الحادي عشر، انطلقت فكرة اختراعها (عصا المكفوفين) من منطلق إنساني، تحدثت عنه قائلة: تقوم فكرة المشروع على تقديم نموذج متقدم لعصا المكفوفين مزودة بحساس أمواج فوق صوتية مربوط مع دارة تعطى تنبيهات صوتية تبعاً لحالة الحواجز المحيطة بها. بالإضافة لربط العصا مع شبكة الجوال ما يتيح لحامل العصا طلب المساعدة عند ضغط زر المساعدة فيتم إرساله للشخص المسؤول عنه ليقوم بالذهاب إليه، إضافة إلى العديد من الميزات الأخرى كتشغيل وميض في الليل لتنبيه الناس لوجود الشخص في الظلام.
وأشارت الزير إلى أن اختراعها لاقى اهتماما كبيراً وعملت عليه منذ الصف السابع كمشروع للمدرسة في إدلب، ثم طورت عليه لاحقاً، ومن خلال العصا ترشحت لجائزة السلام الدولية للمراحل النهائية، كما تم إنجاز 4 نماذج وتوزيعها على أربعة أشخاص مكفوفين، مع التنويه أن المواد المستعملة في العصا تم استيرادها عن طريق المدرسة من الخارج.