الحرية- دينا عبد:
نشأت مؤخراً علاقة طريفة وإيجابية بين كبار السن والذكاء الاصطناعي، فقد باتوا يقبلون عليه لفهم هذا العالم الرقمي بعيداً عن تعقيداته، في الوقت الذي وجد الكثير منهم في هذا التطبيق سهولة وراحة في التعامل، ليصبح مقصدهم الأول للعديد من الاستفسارات، بعيداً عن انزعاج الآخرين من كثرة الأسئلة.
مواقف طريفة
وجدت الصيدلانية جيهان والدها البالغ من العمر 65 عاماً يتحدث إلى هاتفه ويسأله عن شيء ما، وكان المشهد بالنسبة لها غريباً ومضحكاً في الوقت نفسه. وعندما سألته عمن يتحدث، أخبرها أنه يسأل ChatGPT عن موضوع طبي، فما كان منها إلا أن تسأله: لماذا لم تسألني؟ ليجيبها مبتسماً: “هو يعرف أكثر منك ويجيب بسرعة أكثر”. وتشير جيهان إلى أنها هي من حمّلت التطبيق على هاتف والدها، لكنها لم تتوقع أن يستخدمه بهذه الطريقة ويستغني عن سؤالها. وتبيّن أنها لاحظت مؤخراً أن والدها أصبح يلجأ إليه في كثير من الأمور التي لا يعرف معناها في زمننا الجديد، مبينة أن بساطة التطبيق وسهولة الحوار معه جعلاه يعتمد عليه في الإجابة عن العديد من أسئلته. وتبرر جيهان أن هذه المواقف ربما تبدو بسيطة، لكنها تحمل في طياتها دلالة واضحة على أن كبار السن بدؤوا يدخلون عالم التكنولوجيا الرقمية، الذي بات يشكل جزءاً كبيراً من يومنا، ليواكبوا بذلك سرعة العصر الرقمي ويصبحوا جزءاً أساسياً من تفاصيله.
اختصاصية الصحة النفسية: الذكاء الاصطناعي يمنح كبار السن راحة نفسية لعدم بذلهم جهداً جسدياً
تطبيقات متنوعة
اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي بيّنت خلال حديثها لصحيفتنا “الحرية” أن كبار السن بطبيعتهم يمرّون بمرحلة حياتية مليئة بالتغيّرات، منها التقاعد، وفقدان بعض الأدوار الاجتماعية، وبطء في مواكبة التطور الرقمي السريع. ولكن مع “شات جي بي تي”، الموضوع مختلف بحسب نجاتي، فهو سؤال مباشر وجواب فوري، ولا داعي لفتح روابط أو الشعور بالخجل من تكرار السؤال نفسه. وتؤكد أن وجود هذه البساطة يمنح كبار السن راحة نفسية، وإحساساً بأنهم يستطيعون الحصول على المعلومة بعيداً عن مساعدة دائمة من الآخرين، وهذا يعيد لهم ثقتهم بأنفسهم، ويقلل من القلق المصاحب لفكرة “أنا كبرت وما بقدر أعمل شي”. مبيّنة أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة وضجة في كل العالم، وله العديد من التطبيقات التي انعكست بشكل إيجابي على تحسين نوعية الحياة لدى المسنين. فمثلاً، في الذكاء الاصطناعي يمكن للمسن أن يراقب ضغط الدم ومستوى السكري والمستويات الحيوية الأخرى. وأشارت نجاتي إلى أن هناك حالات مرضية للمسنين تم إنقاذهم عن طريق مراقبة تطبيق الذكاء الاصطناعي لهم، فتطبيقاته الطبية التي يمكن أن يستفيد منها المسن عديدة جداً، فمثلاً هناك تطبيقات يسأل من خلالها المسن الذكاء الاصطناعي عن تفسير حلم، أو يمكن أن يقدم له نصائح طبية، ويسأله أيضاً فيما إذا كانت نوعية الطعام التي يتناولها جيدة أو مفيدة. وختمت نجاتي حديثها بالتأكيد على أنه لا بديل عن التواصل الإنساني، لأن له التأثير العميق بالكلمة واللمسة والاهتمام.
استشارية أسرية: تطبيقات وبرامج تملأ أوقات فراغهم
مساحة للترفيه
بدورها، الاستشارية الأسرية وفاء عبيد بيّنت أن كبار السن يمثلون فئة مهمة من المجتمع، والذكاء الاصطناعي وفّر لهم مساحة جديدة للترفيه تملأ أوقات فراغهم بما هو مفيد على المستويات الطبية والمعرفية. وفكرة الذكاء الاصطناعي أصبحت أمراً واقعياً، وأبرز مثال على ذلك هو ChatGPT، الذي بات اليوم إحدى الأدوات المهمة التي لا نستغني عنها في أعمالنا وحياتنا اليومية. مشيرة إلى أن هذه التقنيات أصبحت تجيب عن الكثير من أسئلتنا، وننظر إليها كأداة من أدوات المعرفة والحصول على المعلومة والوصول إليها بسهولة، فبمجرد أن تسأل أي أداة ذكاء اصطناعي عن معلومة، تقدمها لك على الفور.