الحرية – عمار الصبح:
بالرغم من انخفاضها النسبي مقارنة مع ما كانت عليه في الموسم الماضي، لا تزال أسعار القرطاسية واللوازم المدرسية تشهد ارتفاعاً ملحوظاً قبيل بدء العام الدراسي، ما دفع كثيرين إلى شراء الضروري فقط وعلى دفعات (أولاً بأول)، أو إعادة ترتيب الأولويات والبحث عن بدائل أرخص.
تؤكد إحدى السيدات في حديثها لـ”الحرية” أنها تقتصر في شراء لوازم العملية الدراسية لأبنائها على الضروري فقط، إذ يحول ارتفاع الأسعار دون قدرتها على تجهيز كامل اللوازم المدرسية دفعة واحدة، فضلاً عن اعتمادها على مبدأ التدوير خصوصاً فيما يتعلق بموضوع اللباس، لافتة إلى أن الأسعار هذا العام مازالت مرتفعة رغم كل ما يقال عن انخفاضها مقارنة مع أسعار العام الماضي، إذ تقدر تكلفة تجهيز الطالب الواحد بين ٥٠٠ و٧٠٠ ألف ليرة، ما يعني أن التجهيز للعام الدراسي يحتاج إلى ميزانية مستقلة، على حدّ وصفها.
دعوات لعودة المعارض المتخصصة وتفعيل المبادرات الأهلية لدعم الأسر
وبالتزامن سجلت بسطات القرطاسية حضوراً واسعاً في الأسواق الشعبية في درعا، كأحد الخيارات التي يلجأ إليها كثيرون لشراء مستلزمات العلمية الدراسية من دفاتر وأقلام وحقائب بل وحتى اللباس المدرسي، حيث لاقت هذه البسطات رواجاً وقبولاً من الأهالي الذين عدّوا أن أسعارها “أرحم” من المكتبات والمحال المتخصصة.
يشير سمير الحجي موظف، إلى أنه بات يلجأ لشراء القرطاسية من البسطات كنوع من التوفير، نظراً لأن أسعار البسطات تقل بحوالي ٣٠% عن أسعار المكتبات والمحال المتخصصة وخصوصاً الصداري والدفاتر، لافتاً إلى وجود بعض الفروقات في نوعية الموجود على البسطات خصوصاً في اللباس المدرسي و”الصدرية” والحقائب، لكنها حسبما يقول، تفي بالغرض طالما أن سعرها مقبولاً ويخفف من فاتورة أعباء العام الدراسي.
وتنتشر البسطات في أسواق المدن الرئيسة وكذلك في الأسواق الشعبية وفي الأماكن التي تنشط فيها الحركة الشرائية وفي الأسواق الجوالة في القرى والبلدات، وتشمل معروضات هذه البسطات كافة أصناف المستلزمات المدرسية تقريباً مع تركيزها على الأكثر طلباً كالدفاتر والأقلام التي تشهد إقبالاً عليها نظراً لرخص أسعارها مقارنة بأسعار المحال التجارية والمكتبات المتخصصة.
ويبين أحمد الحمصي صاحب بسطة لبيع القرطاسية في سوق الصنمين، إن أسعار القرطاسية هذا العام تعد أخفض من أسعار العام الماضي بنسب متفاوتة، غير أن الطلب هذا العام لا يزال دون المستوى الذي كان عليه في مواسم سابقة، عازياً السبب إلى توجه كثير من الأهالي إلى شراء الأساسيات فقط وبكميات قليلة، فيما كان التوجه في أعوام سابقة نحو شراء كل مستلزمات الموسم الدراسي دفعة واحدة.
وأضاف: “أسعار القرطاسية شهدت انخفاضاً ملحوظاً قبل عدة أشهر وصل إلى نصف ما كانت عليه في العام الماضي، لكن سرعان ما عادت الأسعار للارتفاع مجدداً مع تغيرات سعر الصرف وتحكم تجار الجملة بالأسعار”.
وسجلت المعارض المتخصصة بالقرطاسية هذا العام غياباً شبه تام عن خارطة التسوق، ما دفع كثيرين للمطالبة بعودة هذه المعارض والتي عادة ما كانت تشهد عروضاً وتخفيضات على محتوياتها من اللوازم المدرسية.
وبالتوازي طالب مواطنون عبر صحيفتنا “الحرية” بتفعيل المبادرات الأهلية التي تشمل توزيع القرطاسية والحقائب على الأسر الأشد احتياجاً للتخفيف من أعباء العام الدراسي ومستلزماته، والتركيز على الأسر التي لديها عدد أكبر من الطلاب والتلاميذ.
وأعرب كثيرون عن أملهم في أن تراعي إدارات المدارس والمدرسين الأوضاع الاقتصادية لذوي الطلاب، لجهة عدم الطلب الزائد عن الحاجة بما يتعلق بالقرطاسية والاكتفاء بالضروريات فقط وبما يلبي الحاجة.