الحرية- فادية مجد:
في زمن تتعدد فيه التحديات، يبرز محمود محمد يوسف كنموذج شبابي متكامل، يجمع بين الموهبة الموسيقية، والتفوق الدراسي، والشغف الرياضي، وقد استطاع أن يوازن بين شغفه بالموسيقا وطموحه في دراسة الطب، بعد أن حصل على الشهادة الثانوية – الفرع العلمي بمعدل 96.08%، إلى جانب إنجازاته الرياضية، ليصنع لنفسه مساراً فريداً يستحق الإضاءة.
عائلة تُلهم وتُبدع
محمود محمد يوسف، ابن الـ 18 عاماً الطالب المجد وصاحب الموهبة الموسيقية في العزف على العود والبزق، بدأ رحلته مع العزف منذ الطفولة، وسط عائلة موسيقية بامتياز، وتابع يوسف: والدي الطبيب والعازف هو أول من زرع فيّ حب العود، وأخي وأختي أيضاً يعزفان على آلات موسيقية مختلفة، ما جعل الجو الفني مصدر إلهامي الأول، ولهذا تعلمت العزف وجمعت بين التوجيه الأكاديمي والتجربة الذاتية، وكان لأستاذي علاء يوسف الدور الكبير في صقل موهبتي وتوسيع آفاقي الموسيقية.
العزف بين التراث والابتكار
وأضاف محمود: أختار القطع الموسيقية التي تلامس إحساسي وتعبّر عن هويتي، وأميل إلى المزج بين التراث والتجديد، لأنني أؤمن أن الموسيقا الحقيقية تعيش بين الأصالة والابتكار، فآلة العود تحمل نغمة دافئة وعاطفية، بينما البزق أكثر حيوية وجرأة، وكل آلة تمنحني مساحة مختلفة للتعبير، وكأني أتنقل بين حالتين شعوريتين.
مشاركات وجوائز
وحول مشاركاته الموسيقية أفاد: شاركت في مهرجانات عديدة في مختلف المحافظات السورية، وحصلت على المرتبة الثالثة في مسابقة وزارة الثقافة، كما تأهلت للمرحلة الثانية في مسابقة “مالمو” الدولية في السويد، لكنني فضلت التركيز على دراستي حينها.
التحدي الأكبر
وبخصوص تنظيم وقته، أوضح أنه يعتمد على تنظيم صارم للوقت، من خلال تخصيص ساعات للدراسة وأخرى للتدريب الموسيقي، فالتوازن هو مفتاح النجاح، مشيراً إلى أنه يطمح لدراسة الطب البشري ليصبح مثل والده وإخوته، فالطب يجمع بين الإنسانية والعلم، وهو رسالة سامية، أما الموسيقا فإنها تهدئ الذهن وتزيد من التركيز، وهي ليست مجرد هواية، بل وسيلة لتحفيز العقل. وكان التحدي الأكبر هو إدارة الوقت بين الدراسة والعزف، بالإصرار والدعم العائلي الذي كان دائماً سنداً له.
مشروع يجمع الطب والموسيقا
وعن طموحه، ذكر الشاب محمود أنه يتجلى في أن يدمج بين العلم والموسيقا في مشروع يخدم المجتمع، من خلال مبادرات علاجية تعتمد على الموسيقا، وخاصة في دعم الصحة النفسية، كما يحلم بالعزف مع الفنان نصير شمة، لما يحمله من روح موسيقية عميقة وأسلوب فريد.
بطل رياضي
وإلى جانب الموسيقا والدراسة، يحب محمود رياضة كرة المضرب (البنغ بونغ)، وقد شارك في عدة بطولات رياضية ونال جوائز فيها، حيث يرى أن الرياضة بالنسبة له ليست مجرد نشاط جسدي، بل هي وسيلة لتفريغ الطاقة، وتعزيز التركيز، وتنمية روح التحدي، مبيناً أن الرياضة ساعدته على بناء انضباط ذاتي، وساهمت في تحسين أدائه الدراسي والموسيقي.
لا تتخلوا عن مواهبكم
ويوجه محمود نصيحة ملهمة للشباب أصحاب المواهب المتعددة بألا يتخلوا عن أي موهبة، فكل جانب منكم هو جزء من هويتكم، وتحقيق التوازن ممكن، والإبداع لا حدود له، والموهبة هي البداية، ولكن الاجتهاد هو ما يصنع الفرق الحقيقي، ومن دون العمل، تبقى الموهبة مجرد احتمال.
العائلة… الركيزة والداعم الحقيقي
وأخيراً، قال محمود: من خلال منبركم الصحفي، أتوجه بالشكر لعائلتي التي كانت السند الحقيقي في كل مراحل حياتي، من والدي الطبيب العازف، إلى والدتي التي دعمتني دراسياً بكل حب وصبر، وكانت دائماً مشجعة لهواياتي، سواء في الموسيقا أو الرياضة، وإخوتي الذين شاركوني الشغف، والشكر لكل من دعمني، متمنياً من الجميع السعي الدؤوب والصبر لتحقيق كل ما يطمحون إليه.