الحرية – علام العبد:
أعلن محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، عن إطلاق حملة “الوفاء لإدلب” وجمع التبرعات بهدف إعادة المهجّرين من الخيام، وبناء المشافي والمراكز الصحية والمدارس المتضررة في ريف إدلب الشرقي والجنوبي.
وبهذه المناسبة، ترأس المحافظ اجتماعاً موسّعاً ضمّ الفعاليات الرسمية والشعبية في مقر المحافظة، أعلن خلاله عن بدء الحملة التي تهدف إلى جمع التبرعات على مستوى المحافظة. كما شكّل لجنة متخصصة لوضع خطة شاملة لتنفيذ الحملة وضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها، بما يحقق أهدافها الإنسانية والخدمية.
وأكد القائمون على الحملة أنها تمثل نداءً عاجلًا لدعم أهالي إدلب، ولا سيما العائدين إلى منازلهم المتضررة من حرب النظام البائد، وذلك من خلال توفير المتطلبات اليومية ومستلزمات الحياة الكريمة.
وفي هذا السياق، قال مسؤول العلاقات العامة في محافظة إدلب، مروان سيد عيسى: “تهدف حملة الوفاء لإدلب إلى تحسين البنية التحتية للمناطق المحررة حديثاً، بما يتيح للعائلات النازحة العودة الكريمة إلى مناطقهم، عبر تقديم الدعم الإنساني وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وتوفير الرعاية الطبية، وتعزيز قدرتهم على مواجهة الأزمات والصعوبات”.
وأوضح في تصريح لصحيفة “الحرية” أن المحافظة تسعى من خلال هذه الحملة وغيرها إلى بث شعاع من الأمل في حياة المتضررين، وتخفيف معاناتهم، وإظهار التضامن الاجتماعي، وتعزيز روح التكافل بين أفراد المجتمع السوري تجاه محنتهم.
وما إن أُعلن عن حملة “الوفاء لإدلب”، حتى تحوّلت المحافظة إلى خلية نحل، حيث بدأت الفعاليات المختلفة بالتحرك في كل اتجاه، وشهدت الحملة إقبالاً واسعاً من الأهالي. تقول الناشطة الاجتماعية ميسون حسون: “باشرنا الحملة بتشكيل لجان محلية على مستوى القطاعات والمحلات التجارية، ووجدنا تجاوباً ومساندة نموذجية من أهلنا في مختلف أنحاء المحافظة. لدرجة أنهم لم يفسحوا لنا مجالاً للحديث عن أهداف الحملة، فبمجرد أن نقول إن إدلب بحاجة للمساندة، كانوا يسارعون بالدفع بسخاء، ويقولون لنا: مهما قدمنا، فلن نفي إدلب حقها، فهي قدمت أرواح أبنائها قرابين في سبيل الحرية والتحرير”.
وأشارت في تصريحها لصحيفة “الحرية” إلى أن ردود الفعل كانت إيجابية، ولم تُسجّل أي ملاحظات، مؤكدة أن الأموال التي سيتم جمعها ستصل إلى أهلنا في إدلب، وخصوصاً الشريحة المستهدفة التي أعلن عنها السيد المحافظ.
من جهته، عبّر رجل الأعمال غياث عبود عن ارتياحه لمشاركته في التبرعات، وقال: “أعتز وأفتخر بمساعدة شعبي في إدلب أينما كانوا، فهذا واجب لا مجال للتردد فيه، مهما كانت طريقة وأسلوب المساعدة، لا سيما أنهم يمرون بظروف عصيبة وأليمة بسبب الحرب التي شنها النظام البائد خلال السنوات الأربع عشرة الماضية على مناطق المحافظة وأهلها”.
وأضاف: “لمستُ من الناس حبهم للمساعدة والمساندة، ففي كل بيت من بيوت أهلنا في إدلب الخضراء، هناك روح من التضامن والكرم”.
ويقول محمد رزق، أحد المتطوعين: “كنا نُستقبَل بالترحاب، وحتى في حالات العسر الشديد، أصرّ أهلنا على المشاركة ولو بالقليل. لطالما دعوا وابتهلوا بأن ينصر الله السوريين ويحررهم من النظام البائد، وقد تحقق لهم النصر والحرية”.
أما الباحثة الاجتماعية كوثر عبد القادر، التي عملت ضمن فرق جمع التبرعات في بعض المناطق، فتقول عن تجربتها: “رغم سوء حال العائلات في بعض المناطق، وجدنا تجاوباً وإقبالاً كبيراً على المساهمة في الحملة”.