غيرة مميتة.. ورفيقٌ وفيّ يتحول إلى قاتل

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – أحمد محمود الباشا:

في حكاية قصيرة تنسج خيوطها بين الإنسان والحيوان، يكشف سردٌ دموي كيف تحولت غيرة كلب البيتبول «كاسبر» من علاقة وفاء إلى انتقام مميت، ففي أحدث أعماله القصصية، يغوص الكاتب أمين الساطي في أعماق النفس البشرية والحيوانية عبر قصة مأساوية تجسد أقصى درجات الغيرة والانتقام، مقدماً رؤيةً قاسية عن العلاقة بين الإنسان وحيوانه الأليف.
تدور القصة حول هشام وكلبه الوفي «كاسبر»، الذي رباه منذ كان جرواً، كانت الرابطة بينهما قوية، إلى أن دخلت خادمة جديدة حياة هشام، فبدأت تغييرات طفيفة تتحول إلى شرخ كبير، شعر كاسبر بالغيرة والتهديد، ليرى في هذه الفتاة منافسةً سرقت منه صاحبه ومكانته.
انتهت غيرته بهجوم وحشي عليها، مما أدى إلى مقتلها، وفي لحظة ذعر، تمنع هشام عن استدعاء الشرطة خشية افتضاح أمره، وقرر التستر على الجريمة بدفن الجثة ليلاً وأخفى الجريمة عن الجميع، خوفاً على سمعته ومستقبله.
لكن الشرخ بين الرجل وكلبه أصبح لا يُرمم، ولم يعد هشام يطيق وجود كاسبر، الذي أصبح مصدر رعب وقلق له، ووصل هذا القلق إلى الذروة عندما حاول بعد عدة أيام التخلص من كلبه بالسكين في رحلة خارج القرية طمعاً في استعادة هدوءه الليلي، لكن المحاولة فشلت، حيث التقط الكلب رائحة الخيانة فانقضّ على صاحبه بذات الشراسة وبعد يومين، عُثر على جثة هشام تحت شجرة في أحد الحقول (مُمَزَّقة) وقد تعرض لهجوم شرس، وقد ظهرت على الجثة آثار عضات مروّعة بينما اختفى كاسبر إلى الأبد.
من خلال هذه القصة المكثفة، يقدم الكاتب الساطي عملاً ناجحاً يرتقي ليكون مرآة للعلاقات الإنسانية المعقدة، حيث تتحول أقوى روابط الوفاء إلى دوامة من الغيرة والخيانة والانتقام المميت.

Leave a Comment
آخر الأخبار