زراعة “الزعفران والقبار والستيفيا” كبدائل لمجابهة الجفاف..

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- ميمونة العلي:

كشف الدكتور عبد المسيح دعيج أن ظروف الجفاف تفرض شروطها على الزراعات الواجب اتباعها في حمص وخاصة بعد موسم هذا العام والشح الكبير في الأمطار، ما أوجب على الفلاح تفكيراً عملياً في التأقلم مع التغير المناخي والإقدام على زراعات بعلية أو لا تحتاج المياه بنسب عالية ومنها زراعة القبار والزعفران والستيفيا.

د. دعيج: حمص أنتجت قرابة ٤٠ طناً من القبار و4 ملايين كورما زعفران

بصدد تأسيس تعاونية زراعية لكل من القبار والزعفران

مبيّناً أن حمص أنتجت هذا العام قرابة ٤٠ طن قبار، وأن اتحاد الفلاحين بصدد تأسيس تعاونية زراعية لكل من محصولي القبار والزعفران كل على حدة، جاء ذلك خلال ورشة عمل أقامتها جمعية النجاة الخيرية بالتعاون مع اتحاد فلاحي حمص وشركة إيميسا أكاديمي بعنوان “نحو إنتاج زراعي اقتصادي” تضمنت الحديث عن كل ما يتعلق بزراعة (الزعفران،القبار،الستيفيا) بدءاً من تهيئة التربة وصولاً إلى التسويق.
فتحدث الدكتور دعيج عن التربة بمحافظة حمص من جهاتها الأربع كونها صالحة لزراعة الزعفران بما فيها التربة الرطبة شرط خلطها بمواد نفوذية، موضحاً أن القبار يحتاج تربة جافة ولم يتم زراعته حتى الآن وكل ما هو موجود في منطقة المخرم هو نبات بري ينمو بمفرده وقد وصل إلى أرض المشرفة، وذلك يدل على زحف التصحر باتجاه حمص، ما يحتم علينا كغرف زراعة واتحاد فلاحين إعداد الخطط الزراعية التي تتناسب مع الجفاف والحد من التصحر ورأى أن تبني محصول القبار من قبل مديرية الزراعة بات ضرورة زراعية كون الجدوى الاقتصادية متحققة، موضحاً أن شركة جديدة قيد الإنشاء تختص بجمع القبار وتصنيعه وتسويقه محلياً وتصديره.
مبيناً أن أسعاره في هذا الموسم بدأت من 3 دولارات محلياً، في حين يبلغ سعره بتركيا 12 دولاراً وفي أمريكا أضعاف أضعاف هذا الرقم ما يُظهر عوائد التصدير الكبيرة.

ذهب سوريا القادم

وانتقل المحاضر دعيج إلى الحديث عن الزعفران ذهب سوريا القادم، موضحاً أن حقول حمص التي تشرف عليها غرفة الزراعة أنتجت حتى الآن 4 ملايين كورما(أبصال) زعفران، موضحاً أهمية الانتقال إلى الزراعة الذكية في هذه الحقول، فمن الممكن أن تبدأ زراعته بمساحة ٥ أمتارمربع واحتياجاته المائية قليلة ٤-٥ ريّات تكفي خلال العام، أما احتياجات البستنة قليلة أيضاً، فبعد زراعته لا يوجد أي عمل يقوم به الفلاح سوى رياته القليلة ومراقبة التربة من الخِلْد والآفات الزراعية بعد أن تتيبس الأزهار وتكون الأبصال في طور النمو والإكثار تحت التربة فهو مثل أي أبصال أخرى يبقى تحت التربة حتى أيلول، موضحاً وجود حقل نموذجي للزعفران في منطقتي كفرعايا ومسكنة، ومن المتوقع أن تصبح حمص مركزاً لتوزيع كورمات الزعفران في سورية.
وبيّن أن أحد أسباب ارتفاع أسعار الزعفران في العالم هو إنتاجه القليل، فالعالم كله ينتج فقط 300 طن مياسم سنوياً و فوائده لا تُحصى فهو مقوٍ للذاكرة ولشبكية العين وله دور وقائي لعلاج مرض السرطان فهو النبات الأغلى على مستوى العالم نظراً لأهميته لذلك لُقب بالذهب الأحمر، مؤكداً أن تكلفة زراعته تُدفع في السنة الأولى ولكن جني الزعفران مياسم وأبصال يستمر مدى الحياة بعد السنة الثالثة للزراعة، مؤكداً أن تسويق الزعفران أهم عامل لنجاح زراعته اليوم، مشيراً إلى تأسيس شركة “ثمار العز” المختصة بتسويقه، حيث تشتري كل الإنتاج من المياسم شرط أن تكون مستوفية لشروط العلامة المعيارية المؤهلة لتصدير المياسم أما الكورمات فيمكن بيعها للفلاحين الراغبين بالزراعة.
وعرض الدكتور دعيج لدورة حياة الزعفران التي تبدأ بفلاحة الأرض بعمق ٣٠سم ومسافة ٧٠ سم بين الخطوط ونمد شبكة الري بالتنقيط على ٢٠سم ثم تزرع الأبصال وبعد الزراعة تظهر المجموع الخضري للنبات بعد أسبوع ويدخل النبات في مرحلة سبات من ١/٥ حتى ١/٩ ونقوم بمراقبة الخلد وعدم وجود آفات زراعية أو إصابات فطرية ويمكن ترك الأبصال ٥ سنوات لإكثارها بحيث يزداد عدد المياسم وأفضل مخزن للكورمات هو تحت الأرض، لذلك مزارع واحد يكفي لزراعة دونم واحد، مؤكداً أن غرام المياسم الواحد يباع في سورية بـ٣ دولارات، مؤكداً أن ١٥٠ ألف زهرة عدد كاف لنحصل على كيلو غرام مياسم زعفران واحد ثمنه ٣٠٠٠ دولار.
وختم دعيج مداخلته بـالحديث عن نبات الستيفيا كزراعات بديلة مواجهة للتغير المناخي، فهو نبات يحتوي على الفركتوز، لذلك يعتبر بديلاً طبيعياً عن السكر المصنع ولا يسبب زيادة السكر في الدم وهو نبات يحتاج إلى مناخ دافئ لذلك زراعته ناجحة في منطقة غربي حمص.

الجدير بالذكر أن المحاضرة لقيت تفاعلاً كبيراً من المزارعين والجمعيات الفلاحية وحماساً منقطع النظير في ظل جفاف أخرج عدداً كبيراً من أشجار الزيتون خارج الإنتاج تماماً هذا العام وإنتاجية ضعيفة في سنوات سابقة عدا عن إنتاجية شبه معدومة للحقول البعلية من زراعة القمح والشعير ما جعل الفلاح يفكر جدياً بتغيير نوعية الزراعات والبحث عن البدائل.

Leave a Comment
آخر الأخبار