وزارة الإعلام تقيم ورشة عمل في اللاذقية لمناقشة “مدونة السلوك المهني”

الحرية – سراب علي:
عقدت في محافظة اللاذقية ورشة عمل ضمن سلسلة ورشات أطلقتها وزارة الإعلام لمناقشة “مدونة السلوك المهني”، وذلك بمشاركة واسعة من الإعلاميين العاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة، إضافة إلى صحفيين مستقلين وخبراء إعلاميين من منظمات دولية..
تهدف هذه الورشات، التي تقام في عدة محافظات سورية، إلى إتاحة الفرصة للصحفيين للمساهمة في صياغة المدونة عبر إبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم حول مضامينها وآليات تطبيقها، و يُراد لها أن تكون أداة مهنية وأخلاقية تحظى بقبول ومشاركة الصحفيين أنفسهم.
وأوضح رئيس مجلس إدارة ميثاق شرف الإعلاميين السوريين ومدير مركز الصحفي السوري وعضو لجنة صياغة المدونة أكرم الأحمد، أن أهمية اللقاء تكمن في إشراك الصحفيين الفاعلين من اللاذقية وطرطوس، والاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم،
وأضاف في تصريحه لصحيفتنا “الحرية”: إن الهدف الأساسي من الورشات هو إشراك جميع الصحفيين في صياغة المدونة، فاللاذقية محطة مهمة جداً في هذا المسار، ووجود الإعلاميين فيها يعزز من غناها وتنوعها.
وبيّن الأحمد أن المدونة تسعى إلى تنظيم قطاع الإعلام الصحفي، موضحاً أن العمل الصحفي يقوم على شقين متكاملين: أخلاقي وقانوني، لكنه يرى أن “الشق الأخلاقي أكثر أهمية، لأن الصحافة في جوهرها أخلاق، ويجب أن تضبط القواعد المهنية والأخلاقية العمل الإعلامي بما يساهم في تعزيز السلم الأهلي، ويجعل الكلمة أداة بناء لا وسيلة هدم”.
وأضاف الأحمد : الورشة التي احتضنتها اللاذقية تُعد الثالثة من نوعها بعد ورشتي دمشق والحسكة، على أن تتبعها لقاءات أخرى في إدلب ودرعا وحلب وحمص ، كما ستُنظم جلسات عبر الإنترنت للصحفيين الذين لم يتمكنوا من الحضور بشكل مباشر، بما يتيح توسيع دائرة المشاركة.
وكشف الأحمد أن نحو 70 صحفياً شاركوا في الورشات الثلاث الأولى، وأبدوا اهتماماً كبيراً بالمدونة وتطلّعاً إلى وجود قواعد مهنية واضحة، خصوصاً في مواجهة التحديات الراهنة المتمثلة بانتشار خطاب الكراهية والطائفية في بعض المنصات الإعلامية.
وأكد أن غالبية الصحفيين يشعرون بخطورة هذا الخطاب، لكنهم في الوقت ذاته يفتقرون إلى الأدوات اللازمة للحد منه، وهو ما تحاول المدونة توفيره.
ولفت الأحمد إلى أنه تم تقديم مجموعة من المقترحات العملية التي ركزت على آليات تطبيق المدونة وضبط الصياغة الصحفية عند إنتاج المحتوى الإعلامي، ومن المقرر رفع هذه المقترحات إلى اللجنة النهائية ووزارة الإعلام لدراستها وإيجاد الأدوات الكفيلة بضمان التطبيق الفعلي للمدونة في المؤسسات الإعلامية.
وأكد الإعلاميون المشاركون إلى أن المدونة خطوة نحو إعلام مهني ومسؤول،  قائم على المهنية واحترام المعايير لمواجهة التحديات التي يفرضها عصر المعلوماتية والانفتاح الإعلامي، وأشاروا إلى أن مدونة السلوك المهني تمثل خطوة أساسية بما  تحمله من مبادئ تهدف إلى ضبط الممارسة الصحفية وتحصينها ضد الانزلاقات المهنية والخطابات التحريضية.