الحرية – وليد الزعبي:
يتمتع جسر درعا البلد الشرقي الذي بني في الفترة الرومانية، بموقع مميز على وادي الزيدي الذي يتشكل فوقه الطريق الواصل من مدينة درعا إلى درعا البلد، وأوضح رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله لصحيفتنا الحرية، أن الجسر يعتبر أحد الأوابد الآثرية التي تتميز بقوة ومتانة البناء، حيث جرى تشييده بعناية وبراعة من الحجر البازلتي المقصب والمنحوت بعناية، وانطلاقاً من أهميته وضرورة الحفاظ عليه وإتاحة إمكانية التدخل في صيانته الدورية أو ترميمه عند الحاجة، تم رفع كتاب مرفق بالموجبات والدراسات والمخططات إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف لتسجيله على لائحة التراث الوطني.
وأشار إلى أن متانة وقوة الجسر الذي لا يزال قائماً حتى الآن، تأتي من كون أساساته ترتكز على الصخر الطبيعي، وجدرانه مبنية من الحجر البازلتي المقصب والمشذب بشكل متقن، كما أن أرضية مجرى السيل تحت الجسر من الصخر الطبيعي، ولجهة الطريق الممتد فوق الجسر، فهي عبارة عن حجارة بازلتية مرصوفة ومغطاة بطبقة من الإسفلت، وتطرق إلى أن الجسر بحاجة لبعض أعمال الترميم نتيجة نزع بعض حجارته من قبل ضعاف النفوس، وكذلك أعمال تعزيل للأنقاض والتربة المتركمة أسفله، وذلك في سبيل إظهار كاملاً وإبراز جماليته.
وفي الوصف العام للجسر بين رئيس شعبة المباني في دائرة آثار درعا الآثاري أحمد الحريري لـ الحرية، أن طول الجسر يبلغ حوالي 61م وعرضه حوالي 6م وارتفاعه عن منسوب قاع الوادي حوالي 4م، وهذا الارتفاع يتناقص تدريجياُ عند الاتجاه للأطراف، ويتألف الجسر من 5 قبوات، ويصل عرض فتحة القبة الواحدة إلى 4م تقريباً، والمسافة بين القبة والأخرى 2.5م، ولهذه القبوات مصدات مائية من الجهة الشرقية للجسر.
تجدر الإشارة إلى أن درعا البلد تقع إلى الجنوب من مدينة درعا “مركز المحافظة”، وهي تحوي على العديد من الأبنية الآثرية والتقليدية الهامة مثل المسجد العمري والمدرج الروماني، إضافةً إلى عدد من الجسور الآثرية الهامة على مجرى وادي الزيدي.