الحرية- دينا عبد:
الريف السوري ليس مجرد جغرافيا مهمشة، بل هو قلب نابض بالحياة والصمود، عانى بصمت لسنوات طويلة من الحصار والجوع والحرمان من أبسط مقومات العيش الكريم.
واليوم يحتاج للدعم حتى ينهض من جديد.
خبير التنمية البشرية وائل الحسن بيّن خلال حديثه لصحيفة الحرية: اليوم، تأتي حملات دعم الريف السوري كنداء إنساني وأخلاقي، يهدف إلى إعادة الأمل وتوفير الخدمات الأساسية التي حُرم منها أهلنا هناك.
وتشجيع الناس على التبرع، كلٌ حسب استطاعته، لا يُعد فقط مساهمة مالية، بل هو فعل تضامن يعكس روح الانتماء والمسؤولية الجماعية. فكل مساهمة، مهما كانت بسيطة، تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة أسرة، في مدرسة، في مركز صحي، أو في بئر ماء يعيد الحياة لقرية بأكملها.
نحن نؤمن أن بناء سوريا يبدأ من أطرافها، من الريف الذي صمد رغم القسوة، والذي يستحق أن يكون في صدارة أولوياتنا.
هذه الحملات ليست مجرد مشاريع إغاثية، بل هي استثمار في الكرامة، في الاستقرار، وفي مستقبل أكثر عدالة وإنصافاً لكل السوريين.”
وذكر الحسن أن هناك عدة أمثلة ناجحة لحملات دعم الريف السوري، سواء من خلال مبادرات حكومية أو مجتمعية، وقد حققت أثراً ملموساً في تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية منها:
1. برنامج تمكين الريف السوري – وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل
أُطلق عبر الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية، واستهدف الفئات الأكثر فقراً قدم قروضاً مدعومة للمشاريع المتناهية الصغر، مثل تربية النحل والزراعة المنزلية.
استفاد منه أكثر من 7,000 شخص، مع رفع سقف القرض من 2 إلى 5 ملايين ليرة سورية.
واجه تحديات مثل نقص الكفالات والضمانات، لكن نجح في تحفيز الاستثمار المحلي في الريف.
وكذلك مبادرة “معاً نبني حلماً” – وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي
تهدف إلى إنشاء قرى تنموية نموذجية تعتمد على الاقتصاد الزراعي المستدام.
أُطلق النموذج الأول في قرية “قطرة الريحان” بالغاب، والثاني في “المراح” بريف دمشق.
تم تأسيس 33 وحدة تصنيع غذائي جماعي، تخدم الأسر الريفية وتوفر تدريباً فنياً ومالياً عالي المستوى.
رُبطت المنتجات بصالات بيع متخصصة (16 صالة حتى الآن)، ما عزز الدخل الريفي.
صندوق التنمية السوري – دعم الزراعة المستدامة
يسهم في تمويل مشاريع زراعية ذات أثر مباشر على استقرار المجتمعات المحلية.
يركز على الزراعة المستدامة لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية طويلة الأمد.