“الثقافة والطبيعة.. فنون تبني وعياً بيئياً وتحتفي بجمال سوريا”

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية -ميسون شباني :

أقامت اليوم مؤسسة مناخنا البيئية، وجمعية بيت الخط العربي والفنون، ومؤسسة المئة التنموية، بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق، فعالية ثقافية بيئية بعنوان “الثقافة والطبيعة” في المركز الثقافي بأبو رمانة، بهدف تعزيز الوعي البيئي من خلال الفن والثقافة.

شهدت الفعالية ندوة ثقافية تناولت محاور مهمة تربط الطبيعة بالفنون المختلفة، شملت العلاقة بين الطبيعة والفن التشكيلي، والدراما في المسرح والسينما والتلفزيون، والأغنية والموسيقا. كما تضمنت قراءات أدبية وشعرية تبرز جمال الطبيعة بين أسطر الكتابة وحروف الشعر قدمها جود دمشقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة المئة التنموية وثلاث كاتبات شابات.

في كلمته خلال الندوة، أشار الصحفي والكاتب محمد سمير طحان، أمين سر مجلس أمناء مؤسسة مناخنا، إلى أهمية استخدام الفنون كوسيلة فعالة لنشر الوعي البيئي وترشيد استهلاك الموارد في سوريا بعد أكثر من 14 عاماً من الحرب التي ألحقت أضراراً بيئية كبيرة.

وأكد طحان أن الفن يحمل رسائل غير مباشرة تخترق العقول والقلوب، وتعزز السلوك الإيجابي دون توجيه مباشر، معتبراً أن الفن استثمار في بناء الضمير الإنساني قبل الاستثمار المادي، وطرح أمثلة لأفلام ومسرحيات ومسلسلات عالمية وعربية حملت رسائل بيئية عميقة.

وطالب طحان بوضع البيئة ضمن أولويات إعادة الإعمار، داعياً الفنانين السوريين لابتكار فنون تعكس أهمية الماء والهواء النقي وتنادي بعدم الإهمال بعد الحرب.

كما تحدث الصحفي والباحث الموسيقي سامر الشغري عن الأغنية العربية التي تعتبر مرآة حساسة للطبيعة، وأنها لا تهدف للمتعة الصوتية فقط بل تحمل رسالة وجدانية وإنسانية تعزز ارتباط الإنسان ببيئته.

وأضاف الشغري أن الغناء العربي عبر تاريخه تغنى بالطبيعة كجبل ونهر ونسيم، معبراً عن الحب والشوق والحنين، وأن الأغنية تمثل جسرًا يربط الإنسان بأرضه ومحيطه ويحيي الذاكرة البيئية الجماعية.

وتناولت الندوة مواضيع الفن التشكيلي حيث أكدت الفنانة التشكيلية ريم قبطان رئيسة مجلس إدارة جمعية بيت الخط العربي والفنون على الأثر الكبير للطبيعة في تجربة الفنان التشكيلي، من خلال استلهام الألوان المتعددة والانفعالات النفسية التي تعكسها لوحاتهم، مشيرة إلى تنوع الأساليب بين الواقعية والانطباعية والتعبيرية والتجريدية.

قبطان التي شاركت بثلاث لوحات ضمن المعرض المرافق جسدت من خلالها مناظر طبيعية بأساليب متعددة، وأكدت أن استلهام الطبيعة يشكل قاعدة لتطوير التجربة الفنية.

شارك في المعرض المصاحب للفعالية 16 فناناً من جمعية بيت الخط العربي والفنون، حيث عرضوا ما يقارب 40 لوحة تمثل تنوع الطبيعة من غابات وجبال وسهول وطبيعة ساحلية، إضافة إلى لوحات عن الورود والأزهار.

من بين المشاركين، تحدثت الفنانة هند السعدي عن مشاركتها بلوحتين زيتيتين، جسدت فيهما جمال الطبيعة الريفية .

فيما عبرت الفنانة إلهام شرارة عن ارتباط الإنسان بالطبيعة كجزء من الحياة وقوة إبداعية، مؤكدة أن لوحات الطبيعة من أكثر الأشكال الفنية شهرة عبر العصور.

أما الفنانة عبير العودات فقد ركزت في لوحاتها على مناظر طبيعية لبحيرة المزيريب في درعا، مؤكدة أهمية الاهتمام بإحيائها كواحة بيئية ضرورية لمنطقة حوران.

كذلك تحدثت الفنانة زمزم الحاج عن الشجرة في لوحتها، التي تمثل رمزاً للأمل والسلام والنمو، مستشهدة بقصة جبران خليل جبران عن الأشجار كقصائد الأرض في السماء.

وقدم الفنان المصور الشاب محمد سعيد طحان ثلاث لوحات تصوير فوتوغرافي رصد من خلالها جماليات النباتات والأشجار والورود والغطاء النباتي، معبراً عن أهمية حماية البيئة والحفاظ عليها كموارد طبيعية مستدامة.

تأتي فعالية “الثقافة والطبيعة” كخطوة نوعية تسلط الضوء على الدور الحيوي للفنون في توعية المجتمع حول قضايا البيئة، وتعزيز الانتماء الوطني للثروات الطبيعية السورية، ودعوة صريحة لاستثمار الفن والثقافة في بناء مستقبل أكثر استدامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار