العودة إلى المقاعد الدراسية تحديات البداية ونجاحات الأسبوع الأول بعد عطلة الصيف

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- باسمة إسماعيل:

شهدت المدارس في مختلف المناطق في محافظة اللاذقية عودة حيوية للطلاب بعد انقطاع خلال عطلة الصيف، ومع بداية العام الدراسي الجديد يعد الأسبوع الأول من العودة مرحلة محورية في تهيئة الطلبة نفسياً وسلوكياً وتعليمياً للانتقال من أجواء الراحة واللهو إلى بيئة الانضباط والتحصيل العلمي، وقد طرحت هذه المرحلة تساؤلات حول أفضل الوسائل لاستقطاب الطلبة، خصوصاً في الأيام الأولى، ودور الأسرة والمجتمع التربوي في تسهيل هذا الانتقال.

رأي اختصاص تربوي

الطالب بحاجة لإعادة التكيف مع روتين المدرسة
ترى المرشدة التربوية هيام أحمد أن الأسبوع الأول يجب أن يعامل كمرحلة انتقالية وليس كمرحلة دراسية مكثفة، الطالب بحاجة إلى إعادة التكيف مع روتين المدرسة، لذلك من المهم التركيز على الأنشطة التفاعلية والبرامج الداعمة نفسياً وسلوكياً، وهذا ما يعرف في علم النفس التربوي بـ”تهيئة العودة” أو Re-entry Adaptation.
مديرة إحدى المدارس الابتدائية في ريف جبلة، بينت لصحيفة “الحرية” أن إدارة المدرسة خصصت الأسبوع الأول لما نسميه “أسبوع التهيئة”، حيث ندمج التعليم باللعب والأنشطة الجماعية، ونتجنب الواجبات الثقيلة، الهدف الأساسي هو إعادة الطالب إلى جو المدرسة دون ضغوط مفاجئة.

آراء الأهالي

أم عمر، ولية أمر طالب في الصف الرابع، ابني كان متردداً في اليوم الأول، وكان مستاء من الاستيقاظ المبكر، لكن بعد حضور بعض الأنشطة الرياضية واللقاء مع زملائه بدأ يتحمس للذهاب للمدرسة.
أبو ليان، ولي أمر طالبة في الصف السادس، من المهم أن يكون هناك تواصل مسبق مع الأهل قبل بدء العام الدراسي، مثل رسائل تهنئة أو دعوات لحضور فعاليات اليوم الأول، هذا يشعر الطفل بأن المدرسة بيئة ترحب به وليست مجرد التزام أكاديمي.

آراء الطلبة

ليان (11 سنة) أحب اليوم الأول لأني ألعب كثير ولا يوجد فيه واجبات، قابلت صديقاتي بعد غياب طويل وشعرت إن المدرسة اشتاقت لنا.
عمر (9 سنوات) لم أكن أحب العودة إلى المدرسة، لكن المدرس اليوم أحببني بالمدرسة جعلنا نرسم ونلعب، وهذا الأمر جعلني وزملائي أحب المدرسة أكثر .

استراتيجيات استقطاب ناجحة

وفي تصريحها لصحيفتنا “الحرية” بينت المرشدة التربوية هيام أحمد يجب وضع استراتيجيات لاستقطاب الطلبة منها، تنظيم حفلات استقبال مبسطة في اليوم الأول، إطلاق مسابقات وأنشطة ترفيهية لجذب الطلاب، تهيئة الفصول الدراسية بديكورات محببة للأطفال، إشراك الطلبة القدامى في استقبال الجدد، تنفيذ برامج الدعم النفسي للطلبة المترددين.

عملية نفسية واجتماعية تتطلب تخطيطاً دقيقاً

ولفتت هيام إلى أن العودة إلى المدرسة ليست مجرد موعد أكاديمي، بل هي عملية نفسية واجتماعية تتطلب تخطيطاً دقيقاً من الإدارات التربوية والأهالي، وتعد الأيام الأولى، خاصة اليوم الأول، مفتاحاً أساسياً لتحفيز الطالب على الاندماج واستعادة دافعيته للتعلم، ما ينعكس إيجاباً على أدائه خلال العام الدراسي بأكمله.

Leave a Comment
آخر الأخبار