حملات التبرع.. تكافل مجتمعي ولحمة وطنية وفوائد اقتصادية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرّية- هبا علي أحمد:
تتجه الحكومة السورية في سياق حملات التبرعات التي تشهدها وشهدتها محافظات عدة، إلى تعزيز القيم الإنسانية من تكافل وتضامن، فضلاً عن التشاركية المجتمعية في مرحلة البناء، وبقدر ما تنطوي هذه الحملات على أبعاد اجتماعية واقتصادية، فإن الأهم هو ما بعد الحملة وكيفية توظيف وارداتها في خدمة أهدافها.

تُقدّم فوائد اقتصادية واجتماعية عديدة من خلال دعم الاقتصاد الوطني وتقوية النسيج المجتمعي

الفوائد

ومن البدهي أن هذه الحملات تُقدّم فوائد اقتصادية واجتماعية عديدة، حسب الخبير الاقتصادي فاخر القربي، فهي تساهم في تخفيف الأعباء عن الأفراد والمؤسسات من خلال دعم الاقتصاد الوطني وتوفير الاحتياجات النقدية وتعزيز دور رأس المال البشري والمالي الذي يُسهم في تحقيق مجمل الخدمات صحياً وتعليمياً واجتماعياً، كما تُسهم في تقوية النسيج المجتمعي بتعزيز التكافل والتراحم وتنشر قيم المسؤولية الاجتماعية، ما يؤدي إلى مجتمعات أكثر استقراراً وترابطاً.

أبعاد اقتصادية

ولفت القربي في تصريح لـصحيفتنا «الحرّية» إلى أن هذه الحملات لها دور كبير في الاستجابة للأزمات والكوارث حيث تساهم في إعادة بناء المجتمعات المتضررة وتعزيز استقرارها، كما تحظى بمجموعة من الأبعاد الاقتصادية أهمها:
•تخفيف الضغط على الموازنات الحكومية، حيث تُساهم في تغطية تكاليف الخدمات الأساسية ما يقلّل العبء المالي على الحكومات ويدعم استدامتها.
•دعم المشاريع التنموية إذ تُستخدم الأموال المقدمة لتمويل مشاريع تنموية في مجالات مثل إعادة إعمار ما دمرته الحرب و توفير المياه النظيفة والطاقة المستدامة وتطوير البنية التحتية، ما يساهم في النمو الاقتصادي المحلي.
•تحسين جودة الحياة: تدعم هذه الحملات القطاعات التي تعزز جودة الحياة، ما يؤثر إيجابياً على الاقتصاد من خلال تقليل التكاليف وزيادة إنتاجية رأس المال البشري.

لها دور كبير في الاستجابة للأزمات والكوارث حيث تساهم في إعادة بناء المجتمعات المتضررة وتعزيز استقرارها

الأبعاد الاجتماعية

إلى جانب الأبعاد الاقتصادية، أشار الخبير الاقتصادي إلى الأبعاد الاجتماعية المرتبطة بالحملات، وتتمثل بتعزيز التكافل الاجتماعي من خلال تحقيق مبادئ التكافل الاجتماعي وتقليل الفجوات بين الطبقات وتعزيز روح التعاون بين أفراد المجتمع، إلى جانب نشر القيم الإنسانية كالعطاء والتضامن والرحمة ما يزيد الوعي الاجتماعي ويعزز الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، يُضاف إليه تحقيق الاستقرار المجتمعي، إذ يُساعد الدعم المقدَم في تخفيف المعاناة والعمل على تحقيق استقرار مجتمعي دائم وتعزيز الثقة بين الأفراد، مع الاستجابة للأزمات عبر ما توفره هذه الحملات من دعم حيوي في أوقات الأزمات والكوارث حيث تساهم في الإغاثة الفورية اللازمة لإعادة استقرار المجتمعات المتضررة.

يجب العمل بجدية لتوظيف واردات هذه الحملات من خلال تحديد هدف واضح ومدى انعكاسه على المجتمع وبناء جسور الثقة بين المساهمين والمجتمع والجهات الراعية

ما بعد الحملات

بناء على ما سبق ذكره يجب العمل بجدية لتوظيف واردات هذه الحملات من خلال تحديد هدف واضح لتوظيف هذه الواردات وتبيان مدى انعكاس هذا الهدف على المجتمع، وفقاً لقربي، وبناء جسور الثقة وتعزيز الشفافية بين المساهمين والمجتمع والجهات الراعية لهذه الحملات عبر وضع المساهمين بصورة قاعدة البيانات وتحديثات حول تقدم الحملة والنتائج التي تم تحقيقها وكيفية استخدام أموال التبرع، مع تعزيز مبدأ المكافأة الجزئية عبر إرسال شكر وتقدير لجميع المساهمين وتوضيح كيفية استثمار مساهماتهم.
بالإضافة لضرورة وضع خطة عمل واضحة لتنفيذ حملة جمع التبرعات بكفاءة، مع تحديد ميزانية واضحة.
ولتقييم نتائج الحملة فلا بدّ بعد انتهاء الحملة من أن تقوم الجهات القائمة عليها بتقييم ما نجحت فيه وما يمكن تحسينه في الحملات المستقبلية.

Leave a Comment
آخر الأخبار