«المونيتور»: الشرع في نيويورك… إنجاز دبلوماسي مهم لدمشق

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

ترجمة وتحرير ـ لمى سليمان:

وصل الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك في زيارة تاريخية، يُلقي خلالها كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سعيه إلى كسر عزلة سوريا، حاملاً في جعبته أجندة سياسية واقتصادية تبدأ بإلغاء قانون «قيصر» وتنتهي بإعادة العالم إلى الحضن السوري.
وقد وصفت الكاتبة بياتريس فرحات في مقال لها على «المونيتور» زيارة الرئيس الشرع بقولها: «تُعتبر زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع أول مشاركة لزعيم سوري منذ ما يقرب من ستة عقود، ما يُمثل إنجازاً دبلوماسياً مهماً لدمشق في إطار إعادة بناء علاقاتها مع القوى العربية والغربية، بعد عقود من العزلة في ظل حكم عائلة الأسد».
وتابعت فرحات: «تأتي زيارة الشرع التاريخية إلى الولايات المتحدة بعد أقل من عام على قيادته هجوماً للثائرين أطاح بالرئيس بشار الأسد في 6 كانون الأول 2024، وتوليه منصبه الرئاسي في كانون الثاني».
وعند وصوله إلى مدينة نيويورك، التقى الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني أعضاء الجالية السورية في فندق ماندارين أورينتال، مخاطباً الأمريكيين السوريين، مشيداً بدورهم في نقل «الصورة الحقيقية للجمهورية العربية السورية»، ومعرباً عن امتنانه «لجهودهم المخلصة في خدمة بلدهم»، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة السورية مساء الأحد.
وتابعت فرحات: في غضون ذلك، تجري إسرائيل والسلطات السورية الجديدة محادثات للتوصل إلى اتفاق أمني، تأمل دمشق أن يضمن وقف الغارات الجوية الإسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب سوريا.
في وقت لاحق من يوم الاثنين، شارك الشرع في ندوة قمة «كونكورديا» حول الديمقراطية والأمن، أدارها ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية والقائد الإقليمي الأمريكي.
وحسب الأجندة، فمن المقرر أن يحضر الشرع فعالية ينظمها معهد الشرق الأوسط، وفقاً لما أعلنه المعهد الأسبوع الماضي، وسيجري حواراً مع تشارلز ليستر، مدير مبادرة سوريا في المعهد.
وفي مقابلة مع قناة «سي بي إس نيوز» بُثت يوم الأحد، أشاد الشرع بخطوة ترامب لرفع العقوبات، ووصفها بأنها «قرار سريع وشجاع وتاريخي»، قائلاً لمارغريت برينان من «سي بي إس»: «لقد أدرك ترامب ضرورة أن تكون سوريا آمنة ومستقرة وموحدة. وهذا يصب في مصلحة جميع دول العالم، وليس سوريا فقط».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى مناقشة العديد من القضايا والمصالح المشتركة بين سوريا والولايات المتحدة. يجب أن نستعيد العلاقات بشكل جيد ومباشر».
كما دعا الشرع المجتمع الدولي إلى رفع جميع العقوبات المتبقية على سوريا، قائلاً: «أعتقد أن العالم يجب ألا يكون متواطئاً مرة أخرى في قتل الشعب السوري من خلال إبطاء أو منع رفع العقوبات ومنعه من إعادة إعمار وطنه».
وكما جاء في المقال، فمن المتوقع أن يُلخص الشرع في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية دمشق لإنهاء عزلة سوريا وتخفيف العقوبات بشكل أكبر لإنعاش اقتصادها، وقد عانى الاقتصاد السوري لأكثر من عقد من العقوبات الأمريكية والغربية المفروضة رداً على انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية التي استمرت 14 عاماً في ظل حكم عائلة الأسد.
وحسب المقال، فإن آخر زيارة لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة تعود إلى حزيران 1967، عندما ألقى الرئيس آنذاك نور الدين الأتاسي خطاباً في جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل عامين من تولي حافظ الأسد السلطة عام 1971.
وتابعت الكاتبة مؤكدةً أن زيارة الشرع للولايات المتحدة ومشاركته المرتقبة في قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل نقطة تحول رئيسية في العلاقات الأمريكية السورية.
مع ملاحظة أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا شهدت تحولاً جذرياً منذ سقوط نظام الأسد، فقد أعلنت واشنطن، على لسان ترامب في أيار الماضي، أنها سترفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
وبعد أيام، التقى ترامب الشرع في الرياض، مشيداً به في تصريحات للصحفيين، واصفاً إياه بأنه “شاب جذاب، رجل قوي ذو ماضٍ قوي، ماضٍ قوي جداً ومقاتل».
وبالفعل، أنهت الحكومة الأمريكية فعلياً برنامج عقوباتها على سوريا في الأول من تموز، في خطوة يُتوقع أن تُخفف من عزلة البلاد الاقتصادية.
في حين أعلن مصرف سوريا المركزي، يوم الأحد، عن توقيعه مذكرة تفاهم مع شركة «ماستركارد» لإدخال أنظمة دفع إلكترونية جديدة إلى السوق السورية، في خطوة أخرى نحو إعادة دمج الاقتصاد السوري في النظام المالي العالمي.
وختمت الكاتبة بالقول إن تخفيف العقوبات يأتي في الوقت الذي تسعى فيه السلطات السورية الجديدة إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة، ومن المقرر أن تُجري سوريا أول انتخابات برلمانية لها منذ سقوط الأسد في 5 تشرين الأول.

Leave a Comment
آخر الأخبار