معرض “بناء سوريا الدولي” يواصل فعالياته ونشاطه لليوم الثالث وبمشاركة 157 شركة محلية ودولية  

مدة القراءة 8 دقيقة/دقائق

الحرية – ماجد مخيبر:

يواصل معرض “بناء سوريا الدولي” فعاليات في يومه الثالث على التوالي، ويشهد زخماً استثنائياً حيث تتصاعد وتيرة اللقاءات بين  الخبراء والمستثمرين والشركات المحلية والدولية، ويضم المعرض مجموعة من الشركات المتخصصة في جميع مجالات الإعمار والبناء والتكنولوجيا الحديثة، كما يشكل المعرض نقطة انطلاق لعقد شراكات اقتصادية جديدة، وتوفير فرص عمل للآلاف من السوريين الذين يتطلعون إلى إعادة بناء وطنهم من جديد.

مدير عام شركة “Newal” للأجهزة الكهربائية، دليل مجدل العبد الله تحدث لصحيفتنا “الحرية ” عن تجربته في السوق السورية وآفاق الشركة المستقبلية، مؤكداَ أن الشركة ليست جديدة في السوق، وبدأت نشاطها منذ فترة طويلة، تحديداً في المناطق الشرقية والشمالية من سوريا، ومع استقرار الأوضاع في البلاد توسعت الشركة إلى العاصمة دمشق، وحققت نتائج جيدة حتى الآن، بفضل سمعتها الجيدة وتنوع منتجاتها ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى تقديم ضمانات حقيقية لعملائها.

وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه العمل حالياً، قال: العبد الله “على الرغم من التحديات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، إلا أن الأمور الآن أفضل بكثير فهناك تسهيلات واضحة في الجمارك والمعابر، مما يسهم بشكل كبير في تسهيل حركة التجارة.”

كما أوضح أن أغلب المنتجات التي تصنعها الشركة هي عبارة عن تجميع لقطع مستوردة من الخارج، وخاصة من الصين، ولكن مع ضمان جودة عالية حسب المعايير العالمية ونحن نحرص على فحص جميع المنتجات بدقة للتأكد من جودتها، ولدينا ضمانات طويلة الأمد مثل ضمان 10 سنوات على المحركات في بعض الأجهزة كالغسالات والبرادات.

وفيما يتعلق بالمرحلة الحالية في سوريا، عبر عن تفاؤله قائلاً: “هناك إقبال جيد على المنتجات، والمنافسة في السوق تزداد يوماً بعد يوم، ورغم وجود العديد من الشركات الكبيرة، إلا أن السوق السوري لا يزال مفتوحاً للجميع، وأوضح أيضاً أن الشركة توسع عملياتها حالياً في العديد من المناطق السورية بما في ذلك دمشق، حلب، وحمص، بما يساهم في زيادة التوزيع والوصول إلى عدد أكبر من العملاء.

الذكاء الاصطناعي والمشاريع التقنية

ومن المشاركات المميزة ضمن المعرض يأتي جناح الجمعية السورية  للذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال حيث أوضح المهندس بشر بلوش أن الجمعية تشارك حالياً في المشروع الذكي “بوت دمشق الذكية” الذي يعد خطوة مبتكرة في مجال تطوير العاصمة دمشق، وقال إن هذا المشروع يهدف إلى جمع معلومات من المستثمرين وأصحاب الأراضي والمهتمين في مجال التخطيط الحضري، بالإضافة إلى المختصين في القطاع، وأشار إلى أن البيانات التي يتم جمعها تمر بمرحلة تنظيف وتحليل لضمان جودتها، ثم يتم ربطها ضمن مشروع “دمشق الكبرى”، الذي يهدف إلى بناء مدينة ذكية ومستدامة.

وأكد المهندس بلوش أن “دمشق الكبرى” هو مشروع بيئي وصديق للطبيعة، يعتمد على تقنيات حديثة ويعمل على تسريع العمليات باستخدام أدوات متطورة في مجال الذكاء الاصطناعي، وإن استخدام هذه التقنيات يسهم بشكل كبير في اختصار الوقت والجهد للمهندسين، مما يعزز من فعالية العمل في مشاريع البناء.

وأضاف بلوش أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في هذا المجال سيكون له تأثير إيجابي كبير، حيث يتيح للمختصين الحصول على معلومات دقيقة وسريعة، وبالتالي تسريع إنجاز المشاريع، واختصار وقت تنفيذ بعض المشاريع الكبيرة من عدة أشهر إلى أسابيع فقط بفضل استخدام هذه التقنيات.

وفي ختام حديثه، أعرب المهندس بلوش عن تفاؤله بقدرة التقنيات الحديثة على تحسين وتطوير مختلف القطاعات في سوريا، مشيداً بالدور الكبير الذي تلعبه الجمعية في نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في كافة المجالات.

دور التخطيط الإقليمي في عملية التخطيط لإعادة بناء سوريا

بدورها مديرة التخطيط الإقليمي في وزارة الأشغال العامة والإسكان د. ريمة حداد أكدت  في تصريح خاص للحرية أن الهيئة معنية بمتابعة التخطيط المكاني على الأراضي السورية، وعملها يشمل تطوير خطط تنموية تراعي الموارد المتاحة، والهيئة تركز على دراسة الفرص المختلفة واستثمارها بأسلوب مستدام بما يخدم عملية إعادة بناء البلاد.

وتحدثت د. حداد عن أحد المشاريع الرئيسية التي تعمل عليها الهيئة، وهي “خارطة الأضرار المكانية”، التي تهدف إلى رصد المساكن المتضررة والمواقع التي تأثرت بالأحداث، بما يسهم في وضع خطة شاملة لإعادة الإعمار، مشيرة إلى استفادة الهيئة من الدراسات السابقة، ودراسة المنطقة الساحلية، بالإضافة إلى العديد من الخرائط الغرضية التي توفر رؤى هامة لمرحلة إعادة الإعمار.

كما تناولت د. حداد أهمية دراسة الفرص الاستثمارية في سوريا، مشيرة إلى أن الهيئة تدرس مدى جدوى هذه الفرص ومدى تأثيرها على الموارد المتاحة، بما في ذلك الجدوى الاقتصادية والمكانية. وأضافت أنه يتم التنسيق بشكل مستمر مع الجهات الحكومية المعنية لضمان توافق هذه الفرص مع الأهداف التنموية للبلاد.

وفي إطار الحديث عن التحديات، لفتت د. حداد إلى أنه كان هناك صعوبة في الحصول على بيانات ميدانية في الماضي، لكن مع تطور التقنيات الحالية، أصبح من الممكن تصوير المواقع المتضررة بشكل دقيق، حيث تعمل العديد من الفرق الميدانية على جمع البيانات الحية وهناك العديد من المنظمات الداعمة التي تساهم في هذه العملية.

المعرض منصة حيوية لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في قطاع البناء

ومن الجدير ذكره أن  معرض بناء سوريا الدولي (سيريا بيلد) في دورته الأولى، افتتح برعاية وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس مصطفى عبد الرزاق، وبحضور كل من وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري، ونائب الأمين العام لرئاسة الجمهورية المهندس علي كدة ، وممثلي فعاليات اقتصادية وصناعية وتجارية .

وزير الأشغال العامة والإسكان مصطفى عبد الرزاق أكد في تصريح صحفي بعد جولة شملت عدداً من الأجنحة المشاركة أن المعرض يشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة وأفضل الممارسات في قطاع البناء، مشدداً على أن هذه الفعاليات لا تقتصر على عرض المواد والمشاريع، بل تمثل دعوة حقيقية للعمل المشترك وتوطيد العلاقات المهنية، بما يسهم في إحداث نقلة نوعية في مسيرة إعمار سوريا.

واعتبر عبد الرزاق أن المعرض بداية فعلية للخطوات العملية في تطوير مشاريع الإسكان والبنية التحتية، من خلال إدخال أحدث الابتكارات في مجال البناء، وأشار إلى أن الوزارة تؤمن بأن التعاون بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب المستثمرين العرب والأجانب، هو الطريق الأسرع لتحقيق الأهداف الوطنية وبناء سوريا مزدهرة.

وشدد الوزير عبد الرزاق على التزام الحكومة بدعم كل المبادرات التي تخدم عملية الإعمار، وتعزز كفاءة العمل، وتفتح الأبواب أمام الخبرات والتقنيات العالمية لتصل إلى أرض الواقع، معتبراً أن المعرض خطوة حقيقية نحو تطوير مهني مستدام وإعادة البناء بكل إبداع.

معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء علي كده أكد أن المعرض يشكل حجراً من الأحجار التي تبني سوريا، نظراً لما ينتج عنه من اتفاقيات وعقود ستبرمها الشركات المشاركة، والتي من شأنها أن تؤتي ثمارها الإيجابية على البلاد، من خلال تنشيط الحركة التجارية، وتعزيز الاستيراد والتصدير.

بدوره أشار وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري إلى أن سوريا تزخر منذ آلاف السنين بحضارة متراكمة والنهج السوري في التنمية يجمع بين بناء الإنسان وبناء البنيان، وأضاف: نحن اليوم نحضر هذا المعرض من أجل أن نبني البنيان، فسوريا الحديثة بعد التحرير ليست كما كانت قبل، إنها تشجع البناء والتقدم العمراني الذي لطالما تميزت به عبر التاريخ”.

ورأى شكري أن الأيام والشهور القادمة ستشهد قفزةً كبيرةً في مجال الإعمار، في مسار متكامل نحو سوريا الحديثة.

المعرض يشهد مشاركة 157 شركة، منها 32 شركة عربية وأجنبية، وسط تغطية إعلامية واسعة وتفاعل ملحوظ من الوفود الرسمية والاقتصادية والزوار، و ليشكل نقطة تحول هامة في مسيرة البناء التي تشهدها سوريا بعد سنوات من التحديات والصعوبات، والبدء من جديد في بناء مستقبلها الاقتصادي والاجتماعي.

Leave a Comment
آخر الأخبار