فنون غش المواد الغذائية تتعدد والثمن ندفعه من صحتنا

مدة القراءة 7 دقيقة/دقائق

الحرية – باديه الونوس:

لم نأتِ بجديد، لدى التطرق لموضوع الغش في المواد الاستهلاكية والغذائية اليومية في كل تفاصيلها، لكننا من وجهة نظرنا أن رمي حجرة في ذلك المستقنع على يقين بحدوث أثر ما،  وتالياً التحرك من قبل الجهات المعنية لتشديد الرقابة ومحاسبة كل من يتجرأ على تفاصيل غذائنا بهدف تحقيق المزيد من الأموال.
وفي هذا السياق تؤكد الباحثة الغذائية د.صفاء أحمد لضمان حياة صحية خالية من الأمراض لابد من نشر الثقافة والوعي الغذائي، وبموازاة ذلك يدعو أمين سر حماية المستهلك إلى أهمية إشراك المجتمع الأهلي مع الجهات المعنية وتعزيز ثقافة الشكوى  لمحاسبة كل مخالف.

من الواقع ..

في دردشة  قصيرة مع  أم كرم (أم لأربعة أبناء) بادرنا بالسؤال: هل تحرصين على قراءة المعلومات الموجودة على مغلف المواد الغذائية؟ أكدت لنا نادراً ما تهتم لذلك، لأن تسعيرة كل مادة لها دور في تحديد مدى صلاحيتها، فالمادة رخيصة الثمن حتماً تكون بمواصفات متدنية، وغالبية الناس تبحث عن السعر الأرخص في هذه الظروف الضاغطة.
بينما تحرص رنا (أم لولدين )على الانتباه إلى مدة الصلاحية والمواد الحافظة وتركز على القيمة الغذائية لكن في زمن الغش الحاصل، لم يعد لديها ثقة في المعلومات الموضوعة على المغلف لأي مادة لأنه وفق رأيتها من السهل تغيير المعلومات بوضع لصاقة بديلة ووضع معلومات وصلاحية جديدة.

فنون متعددة في الغش ..

تتعدد الأساليب من قبل مصنعين ومنتجين في غش موادنا الغذائية والاستهلاكية إلى حد يصعب كشفها، كأن يتم اللجوء إلى إضافة زيوت النخيل إلى زيت الزيتون وتباع على أنها زيوت بلدية، أو إضافة البقوليات مثل البازلاء بديل المكسرات في صنع الحلويات وقس على ذلك ، أما الألبان ومشتقاتها فلها نغم آخر وفنون مختلفة.

حبزة: الغش يطول تفاصيل حياتنا بدءاً من الألبان ولا ينتهي بأغذية أطفالنا

(بوفالو) لصبغ الزيتون

يشير أمين سر حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة إلى اتباع العديد من الأساليب التي لم تخطر على بال أحد، مثل إضافة بوفالو الأحذية لصبغ الزيتون..أو إضافة الغش في أكلات السعادة للأطفال مثل إضافة المكونات والمنكهات الصناعية، وغير ذلك الكثير الكثير ..الخ.

لا يمكن كشف الغش ..

يشير حبزة إلى أن التقدم الكيميائي يسهم في إعطاء النكهة واللون والطعم الجميل إلى حد لا يمكن كشف الغش والتلاعب إلا بعد إجراء التحاليل والاختبارات اللازمة.
مشيراً إلى أنه ليس باستطاعة عناصر التموين تغطية كل المناطق وأخذ عينات للتأكد منها وهذا بحد ذاته مشكلة، حتى وصل الأمر إلى الأدوية المهربة والمعلبات المهربة، مضيفاً على سبيل المثال السردين الصيني معروف أن طريقة صنعه هي أنه يسلق سلقاً، لكن بعد دخوله يتم تغيير المعلومات ومكان الصنع ويباع على أنه سردين مغربي، بمعنى يتم التلاعب بالمعلومات التي تظهر من تاريخ صنع ومكونات ومدة صلاحية وغير ذلك، وقس على ذلك باقي التفاصيل اليومية إذ يصل الغش إلى المنظفات من جهة المادة الفعالة أو الوزن .

ماذا عن الرقابة الصحية؟

إذا ما جئنا للحديث عن الرقابة الصحية حالياً، فالرقابة الصحية ارتبطت بالتجارة الداخلية وعناصر الرقابة غير كافين لتغطية الأسواق أي يوجد نقص كبير في الأعداد إضافة إلى نقص في الخبرات، وللأسف هناك تقصير في تحقيق الرقابة المالية ووفق أمين سر حماية المستهلك فإنه من المهم توعية المواطن أولاً قدر الإمكان لا نشتري من السوق، وتعزيز ثقافة الشكوى لدى المواطن باعتبار أن العناصر لا يفون بالغرض المطلوب في تحقيق الرقابة. والعمل على إشراك المجتمع الأهلي مع عناصر الرقابة وتعزيز ثقافة الشكوى.. واتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة بحق المخالفين للمواصفات.

د. أحمد: ضرورة نشر الثقافة الغذائية لضمان حياة صحية خالية من الأمراض

استهلاك عشوائي..

ترى د.صفاء منجد أحمد اختصاصية تغذية أن هناك إقبالاً لافتاً على استهلاك المواد الغذائية مختلفة الأنواع، ونجد الناس مقبلين على الشراء بطريقه عشوائية  بدون إدراك إن كانت هذه المواد صحية أو غير صحية من باب الترغيب أو التقليد للآخرين، وتغفل عن ثقافة الغذاء وكيفية اختياره، لافتة إلى أن هناك ثقافة الغذاء تشمل جوانب شتى منها: معرفة طرق الحفظ الصحيحة، وكذلك الرموز الصحية ذات المعيار العالمي والوطني لكل نوع من الغذاء، ناهيك عن  طرق الطهي الصحية والصحيحة والأهم طرق تناول هذا الغذاء مع مراعاة العمر والجنس وفترة تناوله.

أهمية التثقيف الغذائي

تضيف د. أحمد أنه من الضروري الانتباه إلى  ظاهرة، نشاهدها اليوم تتزامن مع افتتاح المدارس والجامعات وهي طرق عروض للمواد الغذائية تبهر الأطفال والكبار بألوانها وأشكالها وطرق ترويجها وعرضها فنجد الاستهلاك لها كبيراً جداً، دون معرفة أو أهمية القيمة  الغذائية والصحية لهذه المواد وهذا ما يسبب انتشاراً  للأمراض التي تتزامن مع دخول فصل الخريف والشتاء، من هنا لا بد من لفت نظر كل من الأهالي والمسؤولين عن المدارس للتوجيه الصحيح والتثقيف الغذائي الصحي من حيث: قراءة الرموز الصحيحة لكل منتج، وكيفية اختيار الغذاء من حيث النوعية والجودة وطرق اختبار ومعرفة مدة الصلاحية، والإلمام بمعرفة إن كان المنتج صالح المدة وغير فاسد وصحي، ومعرفة الساعة البيولوجية للجسم وتعميمها على كافة فئات العمرية ليعرف كل طفل وكل شخص سلوكه الغذائي الصحي، وكيفية اختيار الغذاء الصحي والسليم والبعيد عن الضرر من مواد غذائية فاسده، أو تناول غذاء أو مادة غذائية مضافاً إليها ملونات وصبغات ضارة ممرضة ومسرطنة واستبدالها بنكهات من ضمن المنزل محفزة للطفل وصحية  وطبيعية ومعدة بطرق طهي صحية باستخدام زيوت صحية، وطرق طهي صحيحة.
فواجبنا كأخصائيي تغذية ومرشدين ضمن مؤسساتنا الحكومية أن نوجه الجميع إلى التزود بالخبرات الغذائية الصحيحة والإرشاد إلى كيفية إنتقاء المنتج وطرق الطهي الصحيح وطرق الحفظ الصحيحة وطرق الاستهلاك الصحيحة لنخفف الأمراض التي يتعرض لها الأشخاص بمختلف الأعمار، من هنا نضمن حياة صحية خالية من الأمراض والمتاعب ونوفر من الناحية المادية شراء منتجات باهظة الثمن ومضرة للجسم.

نشر ثقافة الغذاء..

ولفتت اختصاصية التغذية إلى أهمية دور المدرسة والجهات التربوية في نشر ثقافة الغذاء والتوعية الرشيدة بالغذاء لنخفف من ما تعانيه كل أسرة مع أبنائها من خلل هرمونات وزكام دائم وفقر دم ونقص حديد أو سرطان الأطفال المنتشر وبكثرة وكذلك التهابات الكبد وماشابه التي تسبب خللاً بالجهاز الهضمي.

Leave a Comment
آخر الأخبار