الحرية:
في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، تتجه الأنظار اليوم إلى اجتماع أمني رفيع يعقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقييم التطورات الميدانية، بمشاركة كبار قادة الأجهزة الأمنية، وفق ما أفادت القناة 14 الإسرائيلية.
ويأتي الاجتماع في وقت يشهد فيه كل من غزة والضفة الغربية تصعيداً متفاقماً، وسط تحذيرات من احتمال انزلاق الأوضاع نحو عمليات واسعة النطاق. كما يترقب الشارع الإسرائيلي، رسمياً وشعبياً، رد حركة “حماس” على الخطة الأميركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.
خطة ترامب..ومهلة محدودة
وكان ترامب قد كشف، مطلع الأسبوع الجاري، عن خطة وصفها بـ”التاريخية”، تتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتبادل الأسرى بين الجانبين، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب نزع سلاح حركة حماس وتشكيل حكومة انتقالية بإشراف دولي. وقد منح الرئيس الأميركي الحركة مهلة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أيام للموافقة على الخطة.
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن الخطة حظيت بترحيب دولي واسع، محذّرة من أن رفض حماس لها قد يدفع واشنطن إلى اتخاذ إجراءات صارمة، من بينها وضع “خط أحمر”.
مواقف إقليمية وتحفظات فلسطينية
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن جهوداً دبلوماسية تُبذل حالياً لإقناع حماس بالرد الإيجابي على الخطة، مشيراً إلى أن رفضها سيعقّد المشهد، وأنه لا يرى دوراً للحركة في مستقبل غزة في حال تعثّر المسار السياسي.
أما حركة حماس، فقد أبلغت الوسطاء خلال مشاورات في الدوحة أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة بنود الخطة، معربة عن تحفظها على عدد من النقاط، أبرزها بند نزع السلاح، وغياب ضمانات واضحة لوقف الحرب، فضلاً عن غياب جدول زمني لانسحاب القوات الإسرائيلية.
حصيلة دامية
وبحسب بيانات رسمية إسرائيلية، أسفر الهجوم الأخير عن مقتل 1219 شخصاً، في المقابل، تشير وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين تجاوز 66 ألفاً، معظمهم من المدنيين، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
قراءة في المشهد
بين تصعيد عسكري متواصل ومبادرة سياسية معلّقة، يقف قطاع غزة على مفترق طرق حاسم. فبينما تسعى واشنطن إلى فرض تسوية شاملة، تواصل الأطراف الإقليمية جهودها لتقريب وجهات النظر، وسط مخاوف من انهيار المسار السياسي وعودة المواجهات إلى نقطة الصفر.