من التقاعد إلى الريادة: قصص نجاح في عالم المشاريع الصغيرة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران:
يُعتبر التقاعد فرصة جديدة لإعادة اكتشاف الذات وتحقيق الأحلام التي لم تتحقق في سابق الأيام. على الرغم من مرور السنوات وتقاعد الفرد من العمل التقليدي، إلا أن الحياة لا تقف عند هذا الحد، بل تصبح أكثر إلهاماً وإبداعاً.


وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، تأتي المبادرات الفردية والمشاريع الصغيرة كخطوة محورية نحو التعافي الاقتصادي، والمساهمة الفعالة في بناء مستقبل أفضل.
إنَّ التقاعد ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة للإنجازات، حيث يمكن للمرء أن يحقق أهدافه الشخصية ويُفيد مجتمعه من خلال تحويل أفكاره إلى مشاريع تساهم في تحسين الواقع الاقتصادي. وهذا ما قامت به السيدة “أم سامي” من ريف اللاذقية، التي اختارت أن تبدأ مشواراً جديداً يشبع شغفها ويُسهم في تطوير السوق المحلي بعد أن تقاعدت من عملها الوظيفي.

مشروع “ريزن كونكريت”

بعد سنوات من العمل في الوظيفة الحكومية بينت أم سامي أنها بدأت  تستثمر وقتها بعد التقاعد في مشروع جديد يعكس شغفها بالإبداع والفن، ويعزز من قدرتها على تحدي الصعاب وتحقيق النجاح، لافتة إلى أن  فكرة مشروعها “الريزن والكونكريت” هي بمثابة الانطلاقة المميزة في عالم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأشارت أم سامي لصحيفتنا الحرية إلى أن مشروع “الريزن والكونكريت” عبارة عن صناعة منتجات من الجبصين الذي يتم دمجه مع مواد أخرى ليشكل مزيجاً رائعاً يمكن صبه في قوالب من السليكون مبينة أن هذه المنتجات تتميز  بجمال تصاميمها بالإضافة إلى الشموع العطرية المميزة، ما يجعلها تجذب الزبائن الذين يبحثون عن المنتجات اليدوية الفريدة من نوعها.
وأضافت أن ما يميز هذا المشروع أيضاً هو عملية التفاعل بين المواد السائلة والصلبة، وهو ما يعطي المنتج خصائص فنية فريدة من نوعها.

التسويق الإلكتروني والمستقبل الواعد

أم سامي لم تكتفِ فقط بابتكار منتجاتها بل أخذت خطوة كبيرة نحو التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها أنشأت صفحة خاصة لمشروعها لعرض منتجاتها والتواصل مع العملاء، مضيفة أن هذه الخطوة لابد منها  في ظل الظروف الحالية التي تجعل من التسويق الرقمي أداة لا غنى عنها للوصول إلى أكبر عدد من الزبائن.
وبينت أم سامي أن صفحتها على منصات التواصل الاجتماعي تعكس إصرارها على تطوير المنتج وتحقيق التميز، حيث تعرض صوراً عالية الجودة للمنتجات إضافة إلى أنها تشارك القصص وراء كل تصميم، ما يجعل الزبائن يشعرون بالقيمة الفنية والتقنية وراء كل قطعة.
وأشارت “للحرية” في نهاية حديثها إلى ضرورة إقامة معارض للحرف اليدوية بأجور رمزية للطاولات لتسويق المنتجات بأسعار مناسبة للزبائن.

دور المشاريع الصغيرة في دعم الاقتصاد المحلي

إنَّ المشاريع الصغيرة مثل مشروع “ريزن كونكريت” تلعب دوراً محورياً في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل ، وفي ظل  الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، تعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أبرز السبل التي يمكن أن تساهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية، وتقليل البطالة وزيادة التنوع في السوق المحلي.
بالإضافة إلى ذلك تُعتبر هذه المشاريع مصدراً للإبداع والابتكار، ما يعزز من قدرة المجتمع على التكيف مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

Leave a Comment
آخر الأخبار