سوريا قصيدة لا تنتهي..على إيقاع الانتخابات

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

يسرى المصري
يصدحُ صوت الحياة في قلوب السوريين على ايقاع أول انتخابات برلمانية بعد التحرير ، تتجدّدُ الآمال وترنو العيون إلى فضاء سوري شاسع مزهر بالعمل والإخلاص وطي صفحات سوداء من تاريخ سوريا تعلّم منها العالم دروس وعِبَر..
أيها المراهنون على الفتن والتقسيم، لا مكان لكم بيننا..
هذه البلاد لمن يعمل ويخلص لوطنه وشعبه، فلنا في بلادنا ما نعمل..ولنا المستقبل.. ولنا صوت الحياة الأول.. ولنا الحاضر والمستقبل.
اليوم شهدت سوريا خطوة تاريخية، عبر انطلاق أول انتخابات برلمانية منذ التحرير، تمثل منعطفاً حاسماً في مسار بناء الدولة بعد عقود من الاستبداد وسنوات من الحرب.. الرئيس أحمد الشرع خلال جولته التفقدية في مراكز الانتخابات أكد أن سوريا تمكنت خلال فترة وجيزة من الانتقال من الحرب والفوضى إلى العمل الوطني والانتخابي المنظّم، مشدداً على أهمية مشاركة جميع السوريين في بناء وطنهم، ولا سيما في ظل وجود العديد من القوانين التي تنتظر المناقشة والإقرار.
والرسالة المهمة للداخل والخارج أن هذه الانتخابات ليست مجرد عملية اقتراع عادية، بل هي إعلان عن ولادة مرحلة جديدة تهدف إلى إعادة تأسيس العلاقة بين المواطن والدولة على أسس من المشاركة والشرعية الشعبية.
فبعد سقوط النظام البائد في كانون الأول 2024، دخلت سوريا مرحلة انتقالية تتطلب بناء مؤسسات شرعية.
وجاءت الانتخابات استجابة لحاجة ماسة إلى سد الفراغ التشريعي بعد غياب لمجلس تشريعي كان يعوق سن القوانين وإصلاح التشريعات بسبب الضغوط التي فرضها النظام البائد.
اليوم لا ينتخب السوريون برلماناً جديداً فحسب وإنما يحتفلون بترسيخ الشرعية الشعبية بعد عقود من الانتخابات الصورية، لإعادة الثقة بالعمل السياسي وترسيخ شرعية السلطة الجديدة النابعة من إرادة السوريين.
بعد عقود من الغياب تعود اليوم إرادة السوريين عبر المشاركة بعمل سيادي يعزّزُ شرعية البرلمان، ويؤكد أن السلطة الجديدة نابعةٌ من إرادة السوريين.
ولأن الظروف كانت استثنائيةً في سوريا، فالانتخابات تطلبت اعتماد آلية استثنائية وغير مباشرة للتصويت، وذلك بسبب التحديات التي تواجهها البلاد.
وعلى ضوء ذلك أقرّت اللجنة العليا للانتخابات أن النظام المؤقت جاء استجابة لظروف استثنائية، أبرزها وجود ملايين اللاجئين والنازحين، وغياب قاعدة بيانات وطنية دقيقة للمواطنين، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنى التحتية.
وفيما يتعلّق بدور الرئيس في تعيين ثلث أعضاء المجلس، فحسب مشرّعين وقانونيين فهو إجراء إيجابي، لأنه يسدُّ أيَّ خلل في التمثيل ويضمن مشاركة كفاءات قد لا تكون موجودة في الدوائر الانتخابية.
وكما هو مقرر فإن المجلس النيابي الجديد يتمتعُ بصلاحيات تشريعية ورقابية واسعة ستحدّدُ ملامح سوريا في المرحلة القادمة،
حيث يمتلك المجلس سلطة اقتراح القوانين وإقرارها، وتعديل أو إلغاء القوانين السابقة، والتصديق على المعاهدات الدولية، وإقرار الموازنة العامة للدولة.
وسيكون له دور تأسيسي في تشكيل لجنة لـ إعداد دستور دائم لسوريا، يُعرضُ على استفتاءٍ عامٍ عندما تسمح الظروف، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مباشرة في المستقبل.
كما تمثل الانتخابات البرلمانية في سوريا بعد التحرير أكثر من مجرد عملية اقتراع؛ فهي بداية لعقد اجتماعي جديد يقوم على الإرادة الشعبية، لتحويل النصر العسكري إلى كيان سياسي مستقر، وإعادة تعريف معنى المواطنة بعد سنوات من الإقصاء.
اليوم جميع السوريين يشاركون في بناء وطنهم، طوبى لسوريا وطوبى للسوريين.

Leave a Comment
آخر الأخبار