أهالي الجزيرة: إجراء انتخابات مجلس الشعب هو حقنا ومنعها من «قسد» مخالف لحقوق الإنسان والشرعة الأمميّة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرّية – عثمان الخلف:
طالب أهالي قرى وبلدات ومدن منطقة الجزيرة، الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطيّة «قسد» بضرورة إجراء انتخابات مجلس الشعب في مناطقهم، مُنددين بحرمان أهلها من هذا الحق، نتيجة القراءة القاصرة من قبل الأخيرة في منع إجرائها هناك.


وأكد أهالي المنطقة أن منع «قسد» من شمول منطقة الجزيرة في العمليّة الانتخابية هو تعدٍ على الأكثرية السكانيّة للعرب في تلك المنطقة، ومُخالفة واضحة لكل القوانين والحقوق التي كفلتها شرعة الأمم المتحدة، والتي تضمن هكذا حقوق، واصفين ما جرى بالجهل الذي يعيشه قادة «قسد» لتاريخ المنطقة والديمغرافيا السكانيّة، وهي مخالفة صريحة لما تدعيه حول الديمقراطيّة، وحقوق الإنسان، فالأغلبيّة العربيّة تطالب بضرورة دخول الدولة السوريّة لمناطق الجزيرة، وعودة مؤسساتها المختلفة للعمل هناك، مؤكدين أن ما تُمارسه «قسد» لن يُغير من واقع المنطقة، وضرورة عودة الحياة فيها ضمن وحدة الأراضي السورية، وهو لا يعدو عن كونه مُناكفات لا طائل منها.
وأوضح «ن.ك» من أهالي بلدة خشام أن إجراءات قوات سوريا الديمقراطيّة لا تحمل أي بوادر خير، وتعرقل حياة الناس في منطقتنا، الذين عانوا التهميش والإقصاء، ناهيك بالفوضى الأمنيّة وانتشار المخدرات، علماً أن الأغلبيّة العربيّة ترفض ما تُمارسه «قسد» من محاولات فصل المنطقة عن الوطن السوري الأم تحت يافطات وعناوين مكشوفة، تارةً بعنوان الإدارة الذاتيّة، وآخر بعنوان الفدرلة.
فيما يتساءل «ي.خ»، من سكان بلدة مظلوم، عن المدى الذي تريد أن تصل إليه «قسد» من هكذا إجراءات غير مُبررة، وهي تُخالف الاتفاق الذي توافقت عليه مع حكومتنا السّورية، وضمنت إطار عمل يحل كافة المشاكل لطرفي التفاوض، تحت عنوان وحدة سوريا أرضاً وشعباً؟ مبيناً أن ما يجري مُضر بالعلاقة ما بين مكونات منطقة الجزيرة المختلفة، من عرب وكرد وسريان وآشوريين، كما إنه لا يخدم سلطة الأمر الواقع في الجزيرة، وهو تحايل على الواقع وإطالة لأمد الأزمة، وما يجره ذلك من مُنعكسات سلبيّة على سير الحياة في المنطقة.
وأوضحت السيدة «ا.ص» أن إجراء انتخابات مجلس الشعب هو مطلب الأغلبيّة العربيّة، والتي لن تتخلى عن جغرافية الدولة السورية ووحدة أراضيها، مهما طال الزمن، والحل الطبيعي هو أن تُبادر «قسد» لإمضاء ما تم الاتفاق عليه مع حكومتنا في دمشق، فالتأخير أو تأزيم الأوضاع، باختلاق المشاكل، لن يُغير من حقيقة إرادة الناس في قرانا ومدننا وبلداتنا، من أن نكون ضمن الدولة السوريّة.
الأستاذة في كلية التاريخ بجامعة الفرات الدكتورة طليعة الصياح، أكدت في تصريح لصحيفتنا «الحرّية ” أن الشيء الطبيعي هو إجراء الانتخابات كحق من حقوق الأغلبيّة السكانيّة العربيّة، منعها عدا عن كونه تعدياً على حقوق كافة المكونات، فإنه كذلك ينم عن تخوف من حقيقة رفض الأكثرية السكانيّة الانسلاخ عن الدولة السوريّة، وفق حدودها المُعترف بها دولياً.
وأضافت الصياح: ما تفعله «قسد»، سواء عبر منعها إجراء انتخابات مجلس الشعب في مناطق سيطرتها، أو منع التدريس بالمنهاح الحكومي السوري، إضافةً لما سبق قبل عام من إقرارها لما أسمته بالدستور، وما صدر من قوانين وتشريعات باسمها، لن يكتسب الأحقيّة، وهو وهمٌ، وما قاله مستشار الرئاسة السورية الدكتور أحمد موفق زيدان، أمس الاثنين، من أن «قسد» حالة شاذة ولا تمثل سوى 5% من الكرد السوريين، وقرارها يُتخذ من خارج سورية، هو الحقيقة بعينها، عدا عن كونها لا تُمثل أيضاً رأي الأغلبيّة العربيّة في منطقة الجزيرة السوريّة .
هذا وكانت الحكومة السورية أجرت انتخابات مجلس الشعب أول أمس الإثنين، فيما أكد المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب نوار نجمة: أن القوى التي تُسيطر على محافظات الرقة والحسكة والسويداء هي المسؤولة عن تعطيل الانتخابات فيها، وأن الوقت المتوقع لإجراء الانتخابات في الرقة والحسكة هو نفسه الوقت المتوقع لتنفيذ اتفاق 10 آذار، مُبيناً أن اجتماعاً بهذا الشأن سيُعقد لمناقشة آلية إجراء الانتخابات في الرقة والحسكة والسويداء.

Leave a Comment
آخر الأخبار