الحرية – دينا الحمد:
تتلاحق الصور من أمام شواطئ غزة، ومن داخل مدنها وقراها، تغص بها الشاشات، وتتزاحم على صدرها الأخبار لتنقل اعتداءات “إسرائيل” على أي سفينة تحاول خرق الحصار وإيصال المساعدات إلى الأبرياء هناك، كما تنقل أخبار المجاعة التي تفتك بأطفال غزة قبل شيوخها.
فنتنياهو مستمر بحرب الإبادة على القطاع، فيما لا تزال المجاعة تودي بحياة الفلسطينيين، ولا سيما الأطفال والرضع، بسبب الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي رغم الدعوات الدولية لفتح المعابر وإدخال المساعدات.
ورغم أن الناشطين المؤازرين للحق الفلسطيني يحاولون خرق الحصار الإسرائيلي على غزة، وحظي تقدمهم عبر البحر الأبيض المتوسط باهتمام دولي، حيث أرسلت دول بما في ذلك تركيا وإسبانيا وإيطاليا قوارب أو طائرات دون طيار في حال احتاج مواطنوها إلى المساعدة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي عليهم وتعتقل من تصل يدها إليه غير عابئة بتعريض حياة المدنيين الأبرياء للخطر.
وكانت “إسرائيل” قد أوقفت 14 سفينة تحمل ناشطين أجانب ومساعدات متجهة إلى غزة، لكن 30 سفينة أخرى تواصل الإبحار باتجاه غزة عبر أسطول بحري كبير ينقل الأدوية والأغذية إلى القطاع وعلى متنه نحو 500 برلماني ومحامٍ وناشط تمارس “إسرائيل” ضدهم كل أساليب الترهيب.
وهذا أمر ليس بغريب أو استثنائي على الاحتلال الإسرائيلي، فمن يقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، ويحاصرهم حتى المجاعة، لن يتأخر في العدوان على ناشطين من مختلف دول العالم جاؤوا لفك الحصار عن هؤلاء الأبرياء.
وفي الواقع رغم الردود الدولية المنددة بسلوك سلطات الاحتلال ضد الناشطين الدوليين لفك الحصار عن غزة إلا أن تل أبيب لم تنصت يوماً لأي ضمير حي يطالبها بوقف الحصار والعدوان، لا بل إن بعض البلدان لم تكتف بالتنديد ضد ‘إسرائيل” بل ذهبت إلى حد المقاطعة كما فعل الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو يوم الأربعاء الماضي حين أمر بطرد الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي بأكمله، عقب اعتقال كولومبيين اثنين على متن الأسطول المتجه نحو غزة.
ورغم الإضرابات في أكثر من عاصمة عالمية والاحتجاجات والمظاهرات تضامناً مع أسطول المساعدات الدولي وتنديداً بالعدوان على الأبرياء في غزة فإن “إسرائيل” ما زالت ماضية بالقتل والحصار وانتهاك حقوق الإنسان وما زالت تدوس على القرارات الدولية التي تدعوها للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
وفي الحقيفة منذ ثمانية عشر عاماً و”إسرائيل” تفرض حصاراً بحرياً على غزة ولم تستطع أي دولة في العالم ولا هيئة الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي إجبارها على فكه، ولم يصدر مجلس الأمن الدولي قرارات ولم يلزم تل أبيب بتنفيذها، واستمرت سياسات العدوان والاحتلال، فإلى متى سيبقى العالم متفرجاً على هذا السلوك الغارق بتطرفه وإرهابه؟.