الحرية – هويدا محمد مصطفى:
الحب حين يمازج الروح، يغسلنا من أتعاب الحياة ومشاقها وهمومها، والشعر ينبع من ثنايا الروح ومن أعماق النفس، وهنا نجد جمالية الشعر العمودي وأيضاً النثر بعالم الشاعر صالح الكندي، عبر تشكيل شعري متفرد، تميزت قصائده بقربها من الواقع وله تجربة في القصة والرواية، شارك في مهرجانات شعرية داخل العراق وخارجها. وصدر له في الشعر: “أين أنتِ”، “على شرفات النخيل”، “شفاه الألم”. بالإضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان “أسوار الظلام”، ورواية قيد الطباعة بعنوان “جذور الطين والنخيل”. صحيفتنا “الحرية” التقت الشاعر العراقي صالح الكندي، وكان هذا الحوار.
*_ لكل شاعر بصمته بعالم الإبداع، فكيف كانت البداية، وبمن تأثرت من الشعراء؟
– بالتأكيد لكل شاعر بصمة في الساحة الأدبية، حين يكتب من الإحساس ويترجمه في القصيدة، هذا يسجل للشاعر من إبداع. الحقيقة تأثرت بنزار قباني، وبدر شاكر السياب، كذلك الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد. في عصرنا الحديث.
*_ تكتب القصيدة العمودية، ولديك الكثير من المشاركات في مهرجان ما بين سوريا والعراق. ماذا تحدثنا عن تلك المشاركات، وكيف ترى الواقع الثقافي بالعراق بشكل خاص، وبالعالم العربي بشكل عام؟
– الحقيقة، وكما تعرفون، فإن الشعر العمودي أساس الأدب العربي منذ القدم، فكتبت الشعر العمودي بعد أن درست هذا الأدب الذي يفوق على ما يكتب الآن من شعر النثر والتفعيلة، أنا لست ضده، الشعر يتطور، وهناك مدارس ظهرت على أيدي شعراء لهم اسمهم ومكانتهم الأدبية، أمثال الشاعر بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي من العراق، ومن مصر: صلاح عبد الصبور، ومحمد عفيفي مطر. هذا تطور وتجديد للأدب العربي. نعم، شاركت في سوريا مع كثير من المراكز الثقافية السورية والمحافظات، وهذا ليس غريباً على بلاد تسود فيها الأماكن الأدبية لأبعد مكان، حتى في الريف، وهذا دليل على وجود حركة أدبية ممتازة جداً.
وأثناء وجودي وإقامتي في سوريا، لا بد من أن أقوم بعمل لما هو أعمق للتقارب بين بلدينا العراق وسورية أرضاً وشعباً. وبما نحن في ساحة الأدب، علي أن أقوم بمهرجان سنوي لبلدينا، وفعلاً جرى أول مهرجان عام 2022، وعام 2023، وعام 2024 في دمشق، بالمنتدى الثقافي العراقي؛ لما له من اسم وعنوان يجمع البلدين، ومشاركة فعالة من شعراء وإعلام، أخذ دوره الكبير.
من وجهة نظري أساس النهضة الأدبية العربية بدأت من العراق وانتشرت إلى العالم العربي، والمتمثل لمن وضع الشعر على أساسه وطريقه الصحيح (الخليل بن أحمد الفراهيدي)، ولا زلنا نسير على بحوره الشعرية، 16 بحراً بعد أن كانوا الأساس ثمانية. لذلك، أعتبر أن أساس الشعر العربي عراقي، وساحتنا في العراق ولادة بالشعراء، وأنتم تعرفونهم، شعراء مصنفون، يمكن أن أذكر أحدهم شاعر العرب (محمد مهدي الجواهري) رحمه الله، وغيره كثر.. واليوم لدينا أسماء كثر من الشعراء، أما على الساحة العربية فمازال الشعر له مكانته.
*- ما أهم القضايا التي تناولتها في قصائدك، وكم أنت قريب من الواقع؟
– القضية الأساسية في شعري سخرتها لبلدي العراق. كتبت له قصائد عدة، مثل قصيدة “أنا ابن العراق”، وقصيدة “بغداد”، وقصيدة “هي الروح”. حيث إن الشاعر إذا ما كتب لما يجري لبلده من فرح أو حزن، أو ما يجري في واقعنا المرير، فعلينا كشعراء أن نسخر قلمنا لهذه الظروف التي يمر بها مجتمعنا العربي، وخاصة الحروب. فالشعر أو الشعراء يبدعون في أحرج الظروف. وكما ذكرت، كتبت لبلدي. كتبت عدة قصائد منها //سورية//:
سوريّتي فيضٌ من النعمِ
يا حسْنها! أشدو لها نغمي
أنشودةً تَرمي الصبابةَ لي
ألحانُها تُنجي من السَّقمِ
ما جئتُ أرجو قُربَها طَمعا
إلّا بحضنٍ واسعِ الكرَمِ
و أنا الوفيُّ المقتفي ألَقاً
روحي لها أفدي الثَّرى بدمي
تُزهى بيارقها على أفقٍ
وشموسها نسرٌ على القممِ
*- “أسوار الظلام” مجموعة قصصية، عم تتحدث؟
– “أسوار الظلام” هي مجموعتي القصصية الأولى، والتي تحتوي على 12 قصة، منها من الواقع، إضافة إلى الخيال. والقصة إذا لم تكن واقعية سوف لن تكون جميلة. نعم، بعض قصصي أنا بطلها، وأضفت شيئاً من الخيال، لذلك أخذت إعجاب الكثير. تتحدث قصصي كذلك من الواقع المرير الذي نعيشه.
*- ماذا تحدثنا عن تجربتك في الرواية؟
– تجربتي بسيطة كأي كاتب آخر. أكتب القصة، ويتابعني البعض من الزملاء بأني كاتب قصة، طرحوا عليّ رأيهم بأن أدخل عالم الرواية. وهذا طرح عليّ من زميلة وأستاذة في سوريا؛ لأنها قرأت بعض قصصي ونقحت بعضاً منها، فقالت لي: إمكانيتك جيدة في أن تكتب رواية. فأجبتها نعم، وهذا كان ببالي . فكتبت الرواية الأولى، ابتدأت من سوريا، اسميتها “جذور الطين والنخيل”. تحكي عن واقعنا العراقي وما حدث من احتلالات للعراق من قبل العثمانيين والإنجليز، وهي من الواقع؛ لأن بطلها هو جدي شخصياً رحمة الله.
طبعاً أخذت منها الواقع والخيال.
*- ما رأيك بالنقد، وهل هناك نقد حقيقي برأيك؟
– النقد هو الحالة السليمة لكل الكتاب، أي تصحيح المسار له، على أن يبتعد الناقد عن التهجم أو الانحياز، ولا أخفيك، هناك مجاملات في الأدب، وأنا قلت: النقد هو الطريق الصحيح نحو الأدب.