الترميم يعيد الروح للبيوت القديمة في دير عطية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

تشهد مدن القلمون الغربي بمحافظة ريف دمشق، وتحديداً مدينة ديرعطية، نهضة نوعية في مجال الحفاظ على الإرث المعماري والتاريخي، من خلال مشاريع عمرانية متفرقة واسعة النطاق لترميم البيوت القديمة ذات الطابع التراثي، في خطوة تهدف إلى إعادة الروح الجمالية والمعمارية للأحياء والبيوت التاريخية التي تُعد جزءاً من هوية المدينة العريقة.

وأوضح المتعهد والمشرف الفني على عمليات الترميم مناف جابر دعبول، أن البيت الشرقي في القلمون كمدينة ديرعطية ليس مجرد منزل قديم، بل يُعد نموذجاً أصيلًا للمنازل الطينية التي سكنها أهالي المنطقة قبل ستين سنة.

وبين في تصريح لـ” الحرية” أنه  رغم اندثار بعض أجزائه بفعل الزمن والعوامل الطبيعية، إلا أن العقود والأقواس العتيقة ما زالت شامخة، تروي قصة البناء القوي والهندسة المعمارية الدقيقة التي تميز بها البناؤون السوريون.

ويضيف دعبول أن معظم مشاريع الترميم التي تجري اليوم تأتي بمبادرة ذاتية من ورثة هذا العقار أوذاك، الذين نشؤوا في هذه المنازل وارتبطوا بها وجدانياً وتاريخياً يشرفون على الترميم بأنفسهم، مع الحرص الكامل على المحافظة على التصميم الأصلي للمنزل كما كان قبل نحو 60 عاماً، بما في ذلك الحفاظ على الجذوع التي تحمل نقوشاً لأسماء البنّائين المهرة الذين شاركوا في بنائه في ستينيات القرن الماضي، وهو ما يضيف بعداً إنسانياً وفنياً للبيت.

فيما يشير المهندس نزار خالد الحرفي الى أن مشاريع ترميم البيوت القديمة لا تخلو من التحديات؛ حيث يواجه فرق العمل نقصاً في القوى العاملة الخبيرة في البناء الطيني التقليدي، إلى جانب صعوبة توفير المواد الأصلية المستخدمة مثل «الجص»، وغيره من المواد، والتي كانت تُصنع محلياً في الماضي لكنها أصبحت نادرة في الوقت الحالي. بجهود متواصلة، تتمكن فرق الترميم من تأمين هذه المواد من داخل البلاد وخارجه، بالإضافة إلى تعديل وإعادة استخدام الأبواب الأصلية للمنزل، في خطوة تعكس التزاماً بمبدأ الاستدامة والمحافظة على هوية المكان.

وعلى صعيد المتابعة يقول الحرفي: يتم التواصل مع كبار السن من أبناء الأحياء القديمة لأخذ آرائهم بشأن التفاصيل المعمارية، كما يستعان بمكاتب استشارية متخصصة ذات خبرة في ترميم المباني التراثية. ويتم توثيق مراحل الترميم كاملة عبر الصور والمقاطع المرئية، قبل وأثناء وبعد التنفيذ، بهدف الحفاظ على الذاكرة البصرية للبيت وتوفير مادة مرجعية للباحثين والزوار والمهتمين بالتراث العمراني.

ويؤكد الحرفي أن ترميم البيت الشرقي يشكل جزءاً لا يتجزأ من مشروع المحافظة على التراث المعماري القديم، الذي يهدف إلى إحياء البيوت القديمة ومرافقها التاريخية، وهو ما من شأنه تعزيز فرص تحويل هذه البيوت إلى وجهة سياحية ثقافية نابضة بالحياة.

Leave a Comment
آخر الأخبار