الحرية – علام العبد:
باشرت اليوم شركة الكهرباء في محافظة إدلب، بنصب برج حامل لمحولة كهربائية ومدّ توتر متوسط أرضي لمحطة مياه عين الزرقا بريف إدلب الغربي، وذلك بهدف تغذيتها بالطاقة الكهربائية، ووضع محطة عين الزرقا بالكهرباء بالخدمة وإعادة مواصلة ضخ المياه إلى المدن والبلدات التي عانت الكثير من نقص في مياه الشرب بسبب استهداف المحطة خلال سنوات الحرب.
وتأتي هذه الأعمال والتجهيزات ضمن مشروع ترميم المحطة وإعادة تشغيلها لتعزيز استمرارية الخدمة وتلبية احتياجات الأهالي من مياه الشرب.
وفي هذا الصدد يقول المهندس صفوت محمد زيدان من منطقة دركوش، محطة مياه عين الزرقا هي محطة تضخ المياه إلى منطقة سهل الروج في ريف إدلب، وتتلقى دعمًا من شركة الكهرباء لتغذيتها بالطاقة. مؤخرًا، تعرضت المحطة لأضرار بالغة بسبب استهدافها خلال الحرب التي شنها النظام البائد على المحافظة، ما أدى إلى توقف ضخ المياه عن الأراضي الزراعية وتضرر المحاصيل. وفي تطور لاحق، تم نصب برج كهربائي وتزويد المحطة بالكهرباء كجزء من مشروع لترميمها وإعادة تشغيلها.
ويقول زيدان في تصريح لـ” الحرية” إن محطة عين الزرقاء تضم عشر محطات لضخ مياه الشرب باستطاعة 6 ميغاواط، وفق خطين، إذ يضخ الخط الأول للمحطة الأعلى منها وبالاستطاعة نفسها إلى خزان “المشيرفة” بقمة الجبل، ومن الخزان تسيل المياه بالراحة إلى المحطة الثالثة في كفر تخاريم، أما الخط الآخر فيتجه إلى مارتين غرب إدلب ويضم ثلاث محطات للضخ موزعة على طول الطريق من مارتين وحتى خان شيخون، وتؤمن 75% من مياه الشرب لسكان المحافظة.
وأضاف زيدان: أغلب المضخات والكابلات والسكورة والمحولات وكافة التجهيزات الكهربائية ولوحات التشغيل تمت سرقتها من مبنى المحطة دون أن يحدد الفاعل، إضافة إلى قصفها من قبل النظام البائد الذي أخرجها عن الخدمة نهائياً. وهو ما أدى إلى توقف مياه الشرب عن مئات الآلاف من السكان، باستثناء بعض القرى الواقعة بين أم الريش وجب الصفا جنوباً وحتى الفاسوق شمالاً، والذين يتم تزويدهم بالمياه من مشروع الشرب القديم عن طريق آبار تقع بالقرب من عين الزرقاء وتضخ لهم المياه عبر محطتين قديمتين.
ويضيف تسببت سرقة المعدات والمضخات من محطة عين الزرقاء بريف إدلب بتوقف الخط الرئيسي لتزويد مياه الشرب في المحافظة، وتوقف مشاريع الري في القرى المجاورة، ففي الوقت الذي يعيش فيه السكان أزمة مائية حادة تصب مياه النبع في نهر العاصي لتكمل طريقها نحو الأراضي التركية.
ولفت زيدان إلى أنه في عام 2011 تم إنجاز القسم الأكبر من مشروع تغذية مياه الشرب من نبع عين الزرقاء والذي امتد من النبع وحتى سلقين شمالاً، وإدلب ومعرة مصرين وسراقب شرقاً، ومعرة النعمان وخان شيخون جنوباً، إلّا أن هذا المشروع توقف بسبب الحرب.
يشار إلى أن نبع عين الزرقاء له أهمية كبيرة، إذ يعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب والري في مناطق شاسعة من الأراضي السورية، أهمها سهل الروج (غرب إدلب) وهو امتداد لسهل الغاب في الشمال والذي يرتفع 220 متراً عن سطح البحر وتزيد مساحته على ثلاثة عشر ألف هكتار.
كما يعتبر النبع رئة المصطافين السوريين في الشمال السوري لطبيعته الجميلة التي تجمع بين المياه والجبال والمساحات الخضراء الغناء.